قال المدير التقني للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، حسن فكاك، إن جميع الرياضيين بغض النظر عن اختصاصاتهم يحتاجون إلى تمارين القدرة والتحمل التي ترتبط ارتباطا وثيقا بكفاءة القلب والأوعية الدموية، أي الاعتماد على قدرة القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم والكتلة العضلية المناسبة.
وأضاف حسن فكاك في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تمارين القدرة والتحمل لايمكن انجازها إلا من خلال الجري لمدة تزيد عن 45 دقيقة أو ساعة ونصف من الدراجة الثابتة، وخلال الحجر الصحي كان من المستحيل الجري لمسافات ومدة طويلة وباتت الدراجة المنزلية هي الوسيلة الوحيدة المتاحة.
وشدد فكاك على أن العديد من الرياضيين لا يتوفرون على دراجات منزلية احترافية لذلك يلجأون الى تمارين القفز على الحبل، التي تساعد بدورها على تحسن أداء أعضاء مهمة في الجسم كالقلب والجهاز التنفسي، لكنها تبقى غير كافية كما هو الحال اثناء الحجر الصحي، مما يفقدهم بعضا من قدراتهم على التحمل ويحد من كفاءة القلب والأوعية الدموية.
فرغم أن القلب يعتبر عضلة، إلا أنه لا يمكن إخضاعها للتدريب بشكل مباشر، ولكنه يحصل -يضيف فكاك – على التدريب بواسطة تمارين تهم مجموعة كبيرة من العضلات الأخرى، خاصة عضلات الساقين واليدين، لذلك فإن بعض التمارين كالجري السريع والسباحة وركوب الدراجات الهوائية والتجديف والمصارعة والجيدو يكون مفيدا جدا.
وقال إن التداريب المنزلية أثناء الحجر الصحي تحرم الرياضي من أداء تمارين تفجير العضلات، والتي يصل فيها الممارس إلى أقصى درجات طاقته مع دفع القلب إلى التكيف مع تغيرات سرعة الأداء من الأقصى إلى الأدنى والعكس، وهي أيضا من سلبيات التداريب المنزلية جسمانيا دون إغفال التأثير على المستوى التقني خاصة بالنسبة للرياضات التي لا يمكن تأدية تداريبها بشكل فردي كالجيدو المصارعة مثلا.
من جهة أخرى، أشار المدير التقني للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، أن للتداريب المنزلية خلال الحجر الصحي سلبيات أخرى خاصة بالنسبة لممارسي رياضات فنون الحرب كالكراطي والتايكواندو، حيث تقل لديهم مع مرور الوقت سرعة رد الفعل في الهجوم أو الدفاع وصعوبة إيجاد مواضع الأقدام المناسبة على البساط لغياب التنافس.
كما أوضح أنه في حالة بعض الأنواع الرياضية كالسباحة، التي لا يمكن إجراء تداريبها خارج المسابح، تظهر هناك انعكاسات سلبية من نوع آخر للتداريب المنزلية أو عن بعد، ويتجلى ذلك في فقدان الإيقاع مع غياب التداريب في مجموعات والإحساس بثقل المياه الذي يحفز السباح على بذل مجهود أكبر، ناهيك عن فقدان نسبة كبيرة من الكتلة العضلية.
لذلك يرى حسن فكاك أنه قبل العودة إلى التداريب والمنافسات، يتعين على المدراء التقنيين والمدربين إخضاع رياضييهم ،خاصة في الرياضات الجماعية، إلى اختبارات بدنية لتقييم مستوياتهم التقنية والبدنية وقدراتهم على التحمل ومستوى كفاءة القلب وقياس الكتلة العضلية وإجراء مقارنة قبل وبعد الحجر الصحي، لكون المؤشرات قد تختلف من رياضي لآخر حسب التداريب التي قام بها كل واحد منهم خلال تلك الفترة.
وتعتمد هذه الاختبارات على الوقوف على النسبة المئوية لأقصى استهلاك للرياضي للأوكسجين ونبض القلب عند الحركة والراحة والمرونة وقدرة وتحمل العضلات، لتحديد برنامج التداريب المناسبة لكل ممارس وحسب المستوى الذي بلغه أثناء الحجر الصحي وفق معايير علمية، تفاديا لحدوث مضاعفات قد تكون خطيرة.
وخلص المدير التقني إلى أن تحقيق الانجاز الرياضي يرتكز بالأساس على المؤهلات الجسمانية التي يجب أن تتوفر في كل ممارس والمتمثلة في القوة البدنية، والكفاءة الذهنية ويتم اكتسابها أثناء التداريب من خلال وضع هدف محدد (إحراز بطولة أو ميدالية ..) وتنمية الثقة في النفس وتقدير الذات وإعطاء قيمة معنوية للمجهود الذي يقوم الرياضي، ثم تقييم ذلك المجهود (اعتراف الغير والمكافئة)، وكل هذه المقومات تشكل الحافز الذي هو أساس كل نجاح.
والأكيد أنه لن يتمكن سوى الرياضيون الأكثر تحديدا لأهدافهم من الحفاظ على ممارسة رياضية منتظمة ومتكيفة بمرور الوقت، قادرة على الحد من الآثار السلبية للحجر الصحي على قدراتهم الجسدية والذهنية، وبالتالي إيجاد الطريق بسرعة لأداء رياضي متميز.