الدار/ رضا النهري:
ملايين المغاربة، ومعهم مئات الملايين في العالم، شاهدوا خلال الأيام الماضية ذلك الشريط المثير الذي يظهر فيه أمريكيون زنوج، أو نصف زنوج، بالولايات المتحدة الأمريكية، وهم يحملون العلمين الأمريكي والمغربي، ويسمون أنفسهم “موريش”، ويسيرون في المظاهرات المنددة بالعنصرية التي تلت مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على أيدي الشرطة.
أن يرفع العلم المغربي في مناسبات كثيرة خارج المغرب فهذا ليس حدثا، لكن أن يتم رفعه في مظاهرات احتجاجية بالولايات المتحدة ومن طرف أشخاص بأزياء مختلفة تماما، طربوش احمر مغربي وملابس عصرية، فهذا ما ترك الكثير من الأسئلة المعلقة، رغم أن رافعي العلم قدموا أنفسهم بطريقة مختصرة وشبه واضحة.
اقتنع الكثير من الناس أن أولئك الأمريكيين السمر هم من أصل مغربي، مع أنهم ولدوا هناك، وأجدادهم أيضا ولدوا على الأراضي الأمريكية، لكن الكثير من الأسئلة بقيت معلقة حول كيف ومتى وصل المغاربة إلى تلك الأرض، ولماذا كل “الموريش” بشرتهم سمراء، رغم أن ليس كل المغاربة كذلك.
لكن هذه الأسئلة قد يتم العثور لها على أجوبة محتملة في التاريخ، وهي أن هؤلاء “الموريش المغاربة” هم من أحفاد المغاربة الأندلسيين، أو الأندلسيين المغاربة”، الذين وصلوا إلى أمريكا حتى قبل وصول المستكشف البرتغالي كريستوف كولمبوس إليها، وهذه حكاية أخرى يطول المجال لشرحها، ثم تزاوجوا مع الشعوب الأصلية أو الأفارقة القادمين إليها فيما بعد.
إن كلمة “موريش”، قد لا تعني سوى تحوير لكلمة موريسكيين، والموريسكيون هم أولئك الشعب المغبون الذي تحول اسمه من الأندلسي إلى الموريسكي بعد سقوط آخر قلاع الأندلس، ثم تبعثر في مختلف بقاع العالم، وستة ملايين من أحفادهم يعيشون في المغرب فقط، ناهيك عن باقي العالم.
ربما كان ذلك الشريط الجميل مناسبة لكي نبحث أكثر في أصول أندلسيين ومغاربة لم يكونوا سوى جسد واحد، ورغم مرور القرون، فقد بقي فخر الانتماء، وهذا هو الأهم.