الدار/ رضا النهري:
ضحايا فيروس كورونا ليسوا فقط أولئك الذين لقوا حتفهم أو في المصابين، أو حتى في الذين فقدوا وظائفهم أو وجدوا أنفسهم مجبرين على البقاء بين جدران منازلهم لوقت طويل، بل هناك ضحايا من نوع مختلف تماما، وهم الذين نادرا ما تبرز وسائل الإعلام أو وسائط التواصل الاجتماعي معاناتهم.
من بين هؤلاء الضحايا، عدد من لاعبي كرة القدم الشباب، الذين قدموا إلى إسبانيا من بلدان أمريكا اللاتينية للبحث عن فريق، كيفما كان، أو حتى العمل في أي قطاع يوفر لهم قوت العيش، لكن من سوء حظ هؤلاء الشباب، أنهم وصلوا إلى البلاد، وبالضبط إلى مدينة قادش، أقصى جنوب البلاد، في وقت متزامن مع تفشي فيروس كورونا وفرض الحجر الصحي.
هؤلاء اللاعبون، وجدوا أنفسهم في قبضة شبكة إجرامية مختصة في الدعارة، والتي عادة ما تستغل النساء المهاجرات في “عبودية الجنس”، لكن هذه الشبكة لم تتردد في إخضاع هؤلاء اللاعبين الذكور، لنفس المنطق، وهو إجبارهم على ممارسة الجنس، الطبيعي والمثلي.
هذه العبودية الجنسية استمرت لعدة أشهر، والمثير أن هؤلاء الضحايا كانوا لا يجدون، في كثير من الأحيان، ما يسدون به رمق العيش، فكانوا يضطرون إلى التسول، ويقتسمون ما جمعوه مع منظمي الشبكة.
ومن حسن حظ هؤلاء أن عملية تخفيف الحجر الصحي بدأت تخف تدريجيا في إسبانيا، مما دفع هؤلاء إلى الهروب واللجوء لدى جمعيات حقوقية، والتي سرعان ما تبنت قضيتهم وتقدمت إلى الشرطة بشكاية ضد المستغلين.
لكن هذه الاستغلال الجماعي للمهاجرين في مجال الجنس، توازيه حكاية أخرى على قدر كبير من الغرابة، وفي إسبانيا أيضا، حين “هرب” مهاجر إفريقي من شقة مستغلته الجنسية، وطلب اعتقاله من طرف الشرطة لكي ينجو من استغلال جنسي بشع ظل مرتبطا به لعدة أشهر.
الشاب الإفريقي، ظهر في شريط فيديو عاريا تماما، وهو في الشارع يطلب من الشرطة اعتقاله لتخليصه من مستغلته الجنسية، وهي إسبانية في متوسط العمر استعملته كلعبة جنسية لعدة أشهر، والتي ظهرت إلى جانبه أيضا عارية في الشارع حين خرجت تطارده حتى لا يهرب، بينما أفراد الشرطة لم يكونوا يدرون ما يفعلون أمام هذه الحالة التي، من الأكيد، لم يجربوا مثلها من قبل.