جون أفريك: رؤية الملك محمد السادس تجاه افريقيا تتسم بـالواقعية والعمل الملموس
أسبوعية “جون أفريك” / الدار: ترجمات
أشادت الأسبوعية الفرنسية “جون أفريك”، بالاهتمام الذي يوليه الملك محمد السادس لعموم القارة الافريقية، وذلك على إثر وصول المساعدات الطبية التي أرسلها المغرب إلى عدد من بلدان القارة، في إطار المساعدات المخصصة، تنفيذا لتعليمات جلالة الملك، لعدد من البلدان الإفريقية الشقيقة، من أجل مواكبتها في جهودها للتصدي لجائحة كورونا.
وكشف ذات المصدر أنه ارسال هذه المساعدات الطبية انطلق يوم الأحد 14 يونيو من موريتانيا والسنغال والنيجر، على أن تستمر خلال الأيام القادمة لتصل لباقي البلدان المستهدفة، مشيرا الى أن الخطوط الجوية الملكية المغربية قامت بتعبئة 8 طائرات للقيام بثلاثين رحلة جوية إلى هذه البلدان”.
وأشار ذات المصدر الى أنه تمت برمجة رحلات جوية أمس الاثنين إلى تشاد وبوركينا فاسو وغينيا وغينيا بيساو، فيما ستتواصل باقي الرحلات اليوم الثلاثاء و غد الأربعاء صوب الكاميرون والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتنزانيا ومالاوي وجزر القمر، لياتي الدور في الاخيرعلى زامبيا وإيسواتيني في 18 يونيو الجاري.
واعتبرت الأسبوعية الفرنسية أن هذه الخطوة تعبر عن عفوية وكرم الملك محمد السادس، وانخراطه في قضايا القارة الافريقية، التي لطالما نافح عنها في كبريات الملتقيات الدولية، الكرم والعفوية، مبرزة أن ” الملك محمد السادس كان على علم تام بتطور الوباء في القارة ويدرك احتياجات البلدان الأفريقية لمواجهته.
وأفادت “جون أفريك”، نقلا عن مصدر مقرب من وزارة الشؤون الخارجية، أن الملك محمد السادس رد بشكل إيجابي على الطلبات التي وجهها إليه مباشرة الرئيس السينغالي، ماكسي صال، و ديني ساسو نغيسو، رئيس جمهورية الكونغو، لكن بعض البلدان المتضررة من الجائحة، والمستفيدة من هذه المساعدة لم تطلب ذلك بشكل علني من الملك محمد السادس.
لكن المغرب، تؤكد الأسبوعية الفرنسية، أراد أن يعرب عن تضامنه مع بلدان أخرى بشكل تلقائي، من قبيل الكاميرون، موريتانيا، التي أسرتها هذه المساعدات الطبية، اذ قال وزير الخارجية الموريتاني محمد ولد الشيخ ان “تسليم هذه المساعدة جاء في الوقت المناسب”.
منذ 13 أبريل، أطلق محمد السادس مبادرة للتضامن الأفريقي في مواجهة الوباء المستجد. فبدلاً من مضاعفة عقد مؤتمرات عبر الفيديو للدعوة والإعلانات، والخطابات، أصر الملك محمد السادس على الحاجة إلى نهج عملي، ملموس وواقعي موجه نحو العمل وتبادل الخبرات”، و هذا ما تم التعبير عنه اليوم من خلال هذه المساعدات في المواد المنتجة بالكامل في المملكة. “
خاصة وأن المغرب، على الرغم من امكانياته المحدودة، أظهر نفسه بأنه أكثر سخاء من القوى العالمية أو الإقليمية. على سبيل المثال، تبرعت الصين بـ6 ملايين كمامة إلى 54 دولة أفريقية، في حين قدم المغرب 8ملايين أي ما يقرب من 550 ألف كمامة في المتوسط لكل من 15 دولة، فيما تبرعت مصر بـ 40.000 كمامة للتشاد.
فعملية توزيع هذه المساعدات الطبية من قبل المملكة المغربية، التي من المنتظر أن تنتهي نهاية الأسبوع الجاري، يجب أن توقظ وأن تحذو حذوها دول أخرى.
ونقلت الأسبوعية الفرنسية عن مصدر مقرب أن “المرحلة الثانية قيد الدراسة، وتشمل توفير المعدات والأدوية لمفوضية الاتحاد الأفريقي ومفوضيها، مع استمرار المساعدات الطبية إلى بلدان أخرى مثل كوت ديفوار وأنغولا “.
وفي وقت تستمر فيه دولة مثل تنزانيا، في الاعتراف بالبوليساريو، وأحيانًا معاكسة التوجهات الدبلوماسية للمملكة، يستمر المغرب في نهجه الافريقي، الذي يعطي للبعد الإنساني الأولوية على كل شيء، ويترفع عن “المشاكسات الطائفية”.