الفيروسات قد تمهد لحروب أهلية بين الإنسان والروبوتات..!
الدار/ رضا النهري:
ينشغل الناس كثيرا بالأخبار حول إمكانية نهاية الحجر الصحي قريبا، أو بمدى تقدم التجارب من أجل اكتشاف لقاح فعال ضد فيروس “كورنا”، لكن القليلين جدا ينشغلون بتأمل التغييرات التي أحدثها، وسيحدثها، هذا الفيروس في مقبل الشهور والسنوات.
الثورة المهنية التي أحدثها الفيروس عبر إمكانية مزاولة الكثير من الأعمال من المنزل، وبمهنية واحترافية اكبر، وأيضا بإنتاجية متزايدة، ستتلوها بالتأكيد إنجازات كثيرة أخرى، والتي لم يكن بالإمكان تصورها لولا الظروف الاستثنائية التي فرضها الفيروس على البشرية.
ويبدو أن العمل عن بعد، حتى لو تقلص قليلا مع تلاشي أو ضعف الفيروس، فإنه خلق تقليدا مستجدا
سيستمر بالتطور مع مرور الأشهر والسنوات، إلى أن يتحول إلى تقليد راسخ، خصوصا إذا ما ازدادت فعاليته وارتفع الإنتاج في القطاعات التي تتطلب ذلك.
هناك أيضا، عملية الرقمنة التي اكتسحت الكثير من الإدارات، وصار بالإمكان التوصل بكل ما يلزم من الوثائق الرسمية والإدارية والمهنية، من دون حاجة إلى التنقل، وهو مطلب كثيرا ما نادت به الكثير من الهيآت المهنية والنقابية، وحتى الحقوقية، قبل أن يتدخل فيروس “كورونا” للتأشير عليه وجعله واقعا راسخا.
مع مرور السنوات سيسير العالم بسرعة أكبر نحو تحقيق الكثير من الطموحات المهنية والصناعية، والتي ستجعل من الآلة منافسا كبيرا للبشر، وطبعا، هذا ما يمكنه أن يخلف الكثير من الأضرار الاجتماعية.
وربما سيكون أسعد الناس بالآلة هم أصحاب المصانع الذين وجدوا أنفسهم في حالة شلل بعد تفشي الفيروس، حين قعد أغلب العمال في بيوتهم، مما جعل التفكير ينصب نحو البحث عن بدائل تجعل من غياب الإنسان مسألة اعتيادية.
وقريبا، قد يصبح الخيال العلمي مجرد خيال قديم، حين ستكتسح “الروبوتات” كل المجالات الصناعية، وهي روبوتات لن تتضرر أبدا من الفيروسات مهما كانت شدتها، ووقتها يبقى فقط على البشر أن يبحثوا عن حلول للقمة عيشهم، وهو سؤال قد يقودنا، مرة أخرى، إلى تلك الأفلام المثيرة، حول حروب أهلية طاحنة بين البشر والروبوتات..!