دراسة تكشف بالأرقام حجم تأثير فيروس “كورونا” على توظيف وتداريب الشباب المغاربة
الدار/ خاص
كشفت دراسة حديثة أن أزمة جائحة فيروس “كورونا” المستجد “كوفييد19” كان لها تأثير سلبي على تشغيل الشباب بالمغرب، اذ تم تعليق أو تأجيل 67٪ من عمليات التوظيف خلال هذه الأزمة، مقابل 17٪ و 16٪ على التوالي بالنسبة لعمليات التوظيف التي تمت صيانتها والمحافظة عليها جزئيًا.
وأشارت الدراسة الى أن هناك تفاوت بين مختلف فئات المقاولات، حيث حافظت المقاولات المتوسطة جدا على 61٪ من عمليات التوظيف أو حافظت عليها جزئيًا، متبوعة بالمقاولات الصغيرة والمتوسطة بنسبة (15٪) والمقاولات الكبيرة (13٪(.
من حيث التداريب تم الاحتفاظ بـ 19 ٪ فقط من التداريب التي كانت مبرمجة، في حين تم تعليق أو تأجيل 64 ٪ منها، وتم الحفاظ على الباقي جزئيًا.
وفي هذا الصدد، اعتبرت المقاولات الصغيرة جدا، الفئة التي حافظت أكثر على عمليات التداريب، حيث حافظت على 37 ٪ من التدريب الداخلي و 28 ٪ من التدريب الداخلي جزئيًا، كما تم الحفاظ على 9 ٪ و 11 ٪ فقط من التداريب على مستوى المقاولات الصغيرة والمتوسطة و الكبيرة.
من ناحية أخرى، صرح 86 ٪ من الشباب المتخرجين أنهم تم تعليق أو تأجيل توظيفهم بسبب تفشي وباء فيروس كورونا، فيما اعتبر، بحسب الدراسة، الأشخاص الذين تقلدوا مناصبهم لمدة تقل عن 6 أشهر الأكثر تضررا (37٪(.
و فيما يتعلق بأنواع المدارس، والمؤسسات، تأثر المتخرجون من المؤسسات العمومية أكثر بأزمة فيروس “كورونا”، مقارنة بنظرائهم المتخرجين من القطاع الخاص، حيث تم تعليق 61٪ من الوظائف الموجهة لخريجي مؤسسات التكوين العمومي، مقابل 37٪ للمؤسسات الخاصة)، كما تم تعليق 62 ٪ من التداريب الموجهة لطلبة التعليم العمومي، مقابل 26 ٪ من التداريب الموجهة لطلبة التعليم الخاص.
و فيما يتعلق بدعم الطلبة في سياق الأزمة الصحية، تكشف نتائج الدراسة عن تباين واضح بين المؤسسات العمومية والمدارس الخاصة: 98٪ من خريجي التعليم العمومي أكدوا أنهم لم يتلقوا أي دعم في البحث عن فرصة عمل جديدة مقابل 78٪ للقطاع الخاص، كما صرح أقل من نصف طلبة القطاع الخاص (47٪) أنهم حصلوا على دعم من مؤسساتهم لإيجاد بديل للتداريب، مقابل 9٪ فقط لطلبة التعليم العمومي.
على الرغم من عدم اليقين المرتبط بالأزمة الصحية لدى الطلبة والخريجين، تؤكد 86٪ من المقاولات أنها واثقة من الوضعية رغم الجائحة (13٪ واثقة جدًا، 17٪ واثقة و 56٪ معتدلون، فيما عبر 26 ٪ من الخريجين عن ثقتهم في مستقبل مابعد كورونا، قابل 44 ٪ من جانب الطلاب.
من ناحية أخرى، أظهرت ذات الدراسة أن 31٪ فقط من المقاولات تتمتع برؤية واضحة لخطط توظيفها للخريجين الشباب: 7٪ فقط من المقاولات الصغيرة جدا، لديها رؤية، كونها الأكثر تأثراً بالأزمة الصحي ، مقارنة بـ 49٪ للمقاولات الكبيرة، و 37٪ للمقاولات الصغيرة والمتوسطة.
على الرغم من هذا الافتقار إلى الرؤية، تعتزم 40٪ من المقاولات زيادة عدد عمليات توظيف الخريجين الشباب مقارنة بعام 2019، حيث تعتزم 22٪ منهم الحفاظ على نفس العدد كما في العام السابق، فيما تخطط 2٪ فقط من المقاولات تعليق عمليات توظيف الخريجين الشباب لعام 2020.
فرضت الظروف الراهنة المرتبطة بتفشي جائحة فيروس “كورونا” المستجد، اعتماد العمل عن بعد من قبل 49 ٪ من المقاولات، التي شملها الاستطلاع، حيث تأتي المقاولات الكبيرة في صدارة التي لجأت الى العمل عن بعد بنسبة (57 ٪) تليها المقاولات الصغيرة جدًا (53٪) والمقاولات الصغيرة والمتوسطة (38٪(.
وموازاة مع ذلك، اختارت 10٪ فقط من المقاولات، وجميع الفئات مجتمعة، العمل الحضوري، كأسلوب العمل الوحيد. أما بالنسبة للخريجين الشباب، فإن 86٪ منهم ينفذون المهام الموكلة إليهم حصريا عن طريق العمل عن بعد، مقارنة بـ 11٪ للعمل الحضوري.
يشار الى أن هذه الدراسة أجريت في الفترة من 2 إلى 30 ماي الماضي، مع عينة من 13005 طالب و 1279 خريج جديد، و 812 مقاولة. وتهدف إلى قياس أثر الأزمة الصحية على تداريب الطلبة والخريجين، والادماج المهني للشباب في سوق الشغل على الصعيد الوطني.