الدار/ رياضة:
منذ سنوات بدأ فريق ريال مدريد ينهج سياسة مختلفة تماما، تتمثل في شراء لاعبين شباب وموهوبين وبأسعار معقولة، إن لم تكن زهيدة، من أجل صقلهم في النادي، عوض صرف مبالغ خرافية لشراء نجوم كبار قد لا يشكلون سوى إضافة المزيد من الأعباء على ميزانية النادي.
رئيس الفريق، فلورينتينو بيريث، صاحب هذه السياسة، هو نفسه صاحب نظرية شراء نجم عالمي كل موسم، ويبدو أنه اقتنع أخيرا، بأن تلك السياسة لا تؤتي أكلها، لأن الفريق فقد الكثير من الألقاب حتى مع توفره على نجوم كبار.
لكن يبدو أن الفريق لم يعط لنفسه الكثير من الوقت لكي يطبق سياسة التشبيب، فبدأ مؤخرا عملية بيع للجملة لكثير من نجومه “الصغار”، أبرزهم اللاعب المغربي أشرف حكيمي، الذي كان يشكل أملا حقيقيا للنادي، لكن ريال مدريد فضل الخمسين مليون أورو عوض كسب موهبة في حجم حكيمي.
ويبدو أن أبرز من فسر ما يجري في ريال مدريد هو المدرب زين الدين زيدان، الذي قال بصريح العبارة إن ريال مدريد يسير بجناحين، جناح رياضي وآخر اقتصادي، وهو الجواب الذي فهم الجميع مغزاه بخصوص بيع الفريق لأشرف حكيمي، رغم أن زيدان كان من أبرز داعمي اللاعب المغربي.
لكن حكيمي لن يكون الأول أو الأخير الذي سيضحي به فريق ريال مدريد الذي سيواصل رمي أثاثه الثمين من النافذة من أجل توفير ميزانية يقول المتابعون إنها في حدود 120 أو 130 مليون أورو.
الأسماء التالية التي سيتخلص منها ريال مدريد تتمثل في لاعبين شباب كان الكل يعتقدون أنها تشكل مستقبل الفريق الأبيض، حيث تقرر إعارة اللاعب الشاب أوسكار رودريغيث إلى فريق ليغانيس، علما أن هذا الفريق قد وضع رجلا ونصف في الدرجة الثانية، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل حول مغزى تصرف إدارة ريال مدريد مع لاعب موهوب.
ولن تتوقف عملية “رمي الأثاث” عند هذا الحد، بل هناك لاعبون آخرون مرشحون لذلك، من بينهم نجما الفريق غاريث بال وخاميس رودريغيث، وهما من الصفقات الفاشلة التي تورط فيها الفريق خلال المواسم السابقة.
ويقول المتتبعون إن ريال مدريد بهذا السلوك يكون قد أعلن فشله في نهج سياسة التشبيب، وهذا ما تأكد خلال المواسم القليلة الماضية حين تخلص من لاعبين شباب واعدين مثل داني سيبايوس وألفارو أودريوثولا وسيرخيو ريغيلون وبورخا مايورال وآخرون.