“الهجرة النسائية الى الدار البيضاء، بين الاستقلالية والهشاشة”، عنوان المؤلف الجديد لمجموعة “تيويزي”، وهو ثمرة تعاون بين دار النشر “مفترق الطرق” (La Croisée des Chemins) وكلية عين الشق للآداب والعلوم الإنسانية. ويضم هذا المؤلف الجماعي، الذي رأى النور من خلال مشاركة مؤلفيه في برنامج “الهجرات الدولية للمغاربة”، الذي أطلقته الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث حول الهجرة في دجنبر 2011 بشراكة مع مؤسسة السكان والهجرة والبيئة، بين طياته ستة مقالات مختلفة تقع في 257 صفحة.
وفي مقدمة بعنوان “الحركية النسائية المستقلة بالدار البيضاء”، أوضحت ليلى بوعسرية ومريم الشيخ كيف مكنت دراسة أجريت في إطار هذا البرنامج من استكشاف “مسارات أبحاث جديدة ذات صلة بالتنقلات النسائية المستقلة صوب مدينة الدار البيضاء”.
ويقتفي هذا الإصدار، الذي يعد ثمرة لمساهمات تسعة مؤلفين، مسار “العمليات، والحوافز ، ومختلف الاستراتيجيات والموارد المعبأة” من قبل الفاعلات في هذه الهجرة النسائية المستقلة، والتي تم تعريفها في هذا السياق على أنها “كل تنقل تنطلق فيه المرأة المهاجرة منفردة مع تحملها وحدها مسؤولية مشروع هجرتها”، وذلك من أجل “تحقيق أهداف فردية”. وفي هذا الصدد، أشار المؤلفون إلى أن كل المقالات المتضمنة في الكتاب تسعى للإجابة عن التساؤلات المتعلقة ببناء هذه الاستقلالية على طول مسار المهاجرات المعنيات، وبسبب تحول هذه الاستقلالية إلى أحد شروط العيش في المدينة.
كما يستعيد الكتاب “مسارات المهاجرات بدء من انخراطهن في التنقل، أي منذ لحظة اتخاذهن قرار المغادرة وإلى غاية استقرارهن بالدار البيضاء، مرورا بمختلف مراحل اندماجهن المهني”. وهكذا، أوضح المؤلفون “كيف تؤثر المرونة المهنية، الحاضرة في معظم حالات التنقل السكني، على الاستقلالية من خلال تعزيزها أو إعاقتها”.
ويشكل هذا المؤلف الذي أنجزه كل من فاطمة آيت موس، وسناء بن بيلي، وأمل بوصبع، ومريم الشيخ، وجمال خليل، وتورية حسام، وحسن رشيق، وعبد الله الزهيري، بتنسيق مع ليلى بوعسرية، جزء من مجموعة “تيويزي”، وهي رمز التعاون بين العالم الأكاديمي، من خلال جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وعالم النشر ممثلا في منشورات “مفترق الطرق” (La Croisée des Chemins).