بعد قيادته ريال مدريد للتويج بالبطولة: زيدان يثبت أنه مدرب من طينة الكبار
أثبت الفرنسي زين الدين زيدان أنه مدرب من طينة الكبار وأكثر من مجرد مدرب محفز لعناصره، بعدما ضمن الفوز بلقب بطولة الدرجة الأولى الإسبانية لكرة القدم “ليغا”، في أول موسم كامل له بعد العودة إلى لتدريب فريق ريال مدريد، مؤكدا بذلك أنه “الأنسب” حاليا لقيادة النادي الملكي نحو التتويجات والأمجاد.
ويعد الفرنسي من أصول جزائرية “زيزو” أحد أفضل لاعبي الوسط في التاريخ والفائز برابطة أبطال أوروبا لاعبا مع الريال سنة 2002، وكذا كأس العالم-1998 وكأس أمم أوروبا-2002 مع المنتخب الفرنسي.
وذلك قبل أن يدخل غمار التدريب ويتوج بلقبه الثاني في “الليغا” الإسبانية مدربا بعد 2017 عقب الفوز (2-1) على فياريال أمس الخميس، وبعد عقب عشرة أشهر عن استقالته من منصبه، لينصب نفسه مدربا من العيار الثقيل بدون منازع.
وقال قائد فريق ريال مدريد سيرخيو راموس عن مدربه: “إنه العامل الحاسم، إنه ربان هذه السفينة. أتمنى استمراره لأطول فترة في النادي وهو يحظى بمكانة رائعة لأنه فريد”.
ورغم سجله في موسمين ونصف الموسم مع الفريق “الملكي” قبل استقالته في 2018 والفوز باللقب الثالث على التوالي في رابطة الأبطال، استمر البعض في وصف زيدان بأنه وكانت وسائل الإعلام الإسبانية تصفه بأنه لا يفعل أكثر من اختيار 11 لاعبا أساسيا من بين واحدة من أكثر التشكيلات موهبة في العالم، بينما انتقص البعض من نجاحه ووصفوه بالمحظوظ.
لكن زيدان أثبت هذا الموسم أنه مدرب مذهل في كل شيء، وكان السبب في نجاح الفريق هو التحسن المذهل في الدفاع الذي استقبل 46 هدفا تحت قيادة يولن لوبتيغي وسانتياغو سولاري قبل أن يعود زيدان فجأة في مارس 2019.
واستمرت مشاكل ريال الدفاعية واستقبل ستة أهداف في أول أربع مباريات هذا الموسم، لكن رد فعله كان جيدا وحافظ على شباكه نظيفة 10 مرات في 15 مباراة تالية.
وتحسن أداء دفاع ريال مدريد بشكل أكبر منذ عودة المسابقة بعد توقفها بسبب جائحة فيروس كورونا، واهتزت شباكه ثلاث مرات في تسع مباريات، وخرج بشباك نظيفة خمس مرات متتالية لأول مرة منذ 2008. ويملك ريال مدريد الآن أقوى دفاع في أوروبا.
وتجاوز زيدان سلسلة من العقبات، وواجه مشكلة كبيرة عندما تلقى فريقه هزيمة ثقيلة (3-0)، أمام باريس سان جيرمان الفرنسي في سبتمبر الماضي، ثم خسر أمام ريال مايوركا الصاعد من الدرجة الثانية في أكتوبر الأول الماضي، وتكهنت وسائل إعلام إسبانية برحيله على أن يحل مكانه البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي كان عاطلا عن العمل في ذلك الوقت.
لكن زيدان تجاوز العاصفة وقاد ريال مدريد لمسيرة خالية من الخسارة في 15 مباراة بالدوري، رغم وصفه من قبل البعض أنه ليس أكثر من مدرب محفز لعناصره ومبتسم في وجوههم.
كما تعامل اللاعب السابق لنادي يوفنتوس الإيطالي، مع سلسلة من الإصابات الخطيرة مثل فقدان ماركو أسينسيو، جناح منتخب إسبانيا لمدة 11 شهرا بسبب جراحة في الركبة، بينما ابتلي موسم إيدن هازارد الوافد الجديد بسلسلة من الإصابات في الكاحل.
وفي إثبات استغلال زيدان تشكيلة الفريق كاملة، سجل 21 لاعبا مختلفا أهدافا في الدوري، في حين أعاد الحيوية للاعبيه الكبار الذين وصفوا بأنهم تجاوزوا أفضل أوقاتهم، ومن بينهم لوكا مودريتش ومارسيلو وإيسكو.
واقترب زين اليدن زيدان، من تحطيم رقم قياسي ليصبح أكثر مدرب تتويجا مع ريال مدريد، وصار على بعد ثلاثة ألقاب من حامل الرقم المدرب الراحل ميغيل مونوز الذي توج مع الفريق بـ14 لقبا، علما أن مونوز حقق هذه الألقاب خلال 15 عاما، في حين حقق زيدان 11 لقبا إلى غاية الآن في أقل من أربع سنوات مع النادي الملكي.
المصدر: الدار– واج