مجلة بيت الشعر في المغرب تفرد عددا خاصا بالشاعر أمجد ناصر
أصدر (بيت الشعر بالمغرب) مطلع الأسبوع الجاري العدد ال35 من مجلته “البيت” (صيف 2020)، الذي أفرده كاملا للشاعر والروائي الأردني الراحل، أمجد ناصر.
وقال رئيس (بيت الشعر بالمغرب)، مراد القادري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تخصيص عدد صيف 2020 من مجلة “البيت” للشاعر أمجد ناصر، يأتي ك”إشارة نبيلة وبعد تقديري” من جانب البيت “لهذا الشاعر المتفرد الذي أغنى المتن الشعري العربي”، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الثانية التي يتم تخصيص عدد كامل من المجلة لأحد الشعراء بعد العدد 32 الذي خصص للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وأضاف القادري أن اختيار الراحل أمجد ناصر يأتي أيضا لكونه “كان كريما في كتابته وفي سلوكه وعلاقته بالمغرب والشعراء المغاربة وبعموم الكتاب والمبدعين المغاربة لكونه كان مسؤولا عن العديد من الملاحق الثقافية، وكان يجعل منها فضاء لاستضافة الإبداع والكتابة المغربية بنبل وأريحية وكرم كبير”.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الراحل “كان أحد الأصدقاء الكبار لبيت الشعر بالمغرب، وحضر في أكثر من مناسبة للقاءاتنا، سواء في المهرجان العالمي للشعر أو في مناسبات أخرى بالدار البيضاء والرباط، وغيرهما من المدن”.
وعلاوة على ذلك، يضيف القادري، فإن “قصيدة الراحل أمجد ناصر تميزت بقدرتها على النفاذ للعديد من الجراح العربية والإنسانية. كما أنه زاوج بين كتابة الشعر والقصة والرواية، وكانت له حوارات مع كبار الشعراء والكتاب في العالم العربي والعالم، وأغنى السجل الأدبي والإبداعي”.
وخلص رئيس بيت الشعر بالمغرب إلى أن “هذه الروح مطلوبة ومحبذة، فنحن نمد يد المصافحة والتحية لكل من أوفى للمغرب الشعري والثقافي”، متوجها بالشكر لجميع الكتاب المغاربة والعرب الذين ساهموا في هذا العدد من مجلة “البيت”.
ويتضمن العديد الجديد من المجلة إلى جانب “التقديم”، “الديوان الصغير” الذي ضم منتخبات من معظم مجاميع أمجد ناصر الشعرية، ومقالات متنوعة توقف عند عدد من جوانب تجربته الشعرية والروائية، من ضمنها مقالات “غرة أمجد ناصر” لنصر جميل شعت، و”أمجد ناصر في أرض الحب” لعيسى مخلوف، و”أمجد ناصر: البقاء حيا حتى الموت” لمحسن العتيقي.
وهمت هذه المقالات أيضا، حسب بلاغ لبيت الشعر بالمغرب، “الكتابة وهواجس إبداع الشكل” لنبيل منصر، و”إشارات الطريق إلى أرض القصيدة” ليوسف ناوري، و”قلق الأماكن في شعر أمجد ناصر” لرشيد يحياوي، و”أمجد ناصر: العابر في حياة كسرد متقطع” لمحمد آيت لعميم، و”كتابة الجسد في “سر من رآك”” لرشيد الجابري، و”الأهواء ودلالية الخطاب: قراءة في تجربة أمجد ناصر الشعرية” لمحند كديرة.
ويضم العدد أيضا مقالات عن “الرجل الذي يخفي قصيدة في صمته” لمحمود خير الله، و”شعرية السرد وأفق الوعي في رواية “هنا الوردة” لعبد الرحيم أخ العرب، و”غدر الزمن في رواية “حيث لا تسقط الأمطار” لعبد المجيد حسيب، و”لا يولد فجر من دون جرح” لأمجد ناصر.
وولد الشاعر أمجد ناصر في الأردن سنة 1955، وكان يقيم منذ العام 1987 في لندن حيث شغل منصب مدير تحرير صحيفة “القدس العربي” اليومية وصحافيا في قسمها الثقافي. وصدرت لناصر الذي توفي في أكتوبر 2019 مؤلفات كثيرة من بينها تسعة دواوين شعرية ورواية، وترجم عدد من أعماله الأدبية إلى اللغات الفرنسية والإيطالية والإسبانية والألمانية والهولندية والإنجليزية.
يشار إلى أن (بيت الشعر في المغرب) مؤسسة ثقافية مدنية مستقلة وغير ربحية، تأسست سنة 1996 بالدار البيضاء، ويتركز نشاطها حول الشعر باعتباره فعلا إنسانيا خلاقا، وتسعى إلى تعزيز حضور الشعر في مختلف مناحي الحياة وترسيخ وجوده كوسيلة للتواصل الإنساني و الحضاري.