“فيسبوك” و”تويتر” يكافحان منشورات تضم معلومات مضللة ينشرها ترامب
استهدف “فيسبوك و”تويتر” حسابات تابعة لدونالد ترامب الاربعاء بسبب نشر شريط مصوّر يقول فيه الرئيس الأميركي إن الأطفال “محصّنون تقريبا” ضد فيروس كورونا المستجد، وهو ادعاء قال التطبيقان إنه يحتوي على “معلومات مضللة”.
وفي خطوة استثنائية، أزال “فيسبوك” المقطع المصور من حساب الرئيس. وهي المرة الأولى التي يزيل فيها الموقع أحد منشورات ترامب لانتهاكه قواعد المحتوى الخاصة به.
وقال ناطق باسم “فيسبوك” لوكالة فرانس برس إن الفيديو، وهو مقطع من مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الأميركية “يتضمن ادعاءات كاذبة بأن فئة من الناس محصنة ضد كوفيد-19 وهو انتهاك لسياساتنا حول المعلومات المضللة المؤذية المتعلقة بالوباء”.
كذلك، أعلن تطبيق “تويتر” أنه حظر الحساب الرسمي لحملة ترامب بسبب تغريدة تضم مقطع الفيديو نفسه الذي تطرّق فيه ترامب إلى مسألة إعادة فتح المدارس الأميركية في سبتمبر.
وأوضح ناطق باسم المنصة التي تتخذ في سان فرانسيسكو مقرا لها لوكالة فرانس برس أن التغريدة “تنتهك قواعد تويتر حول المعلومات المضللة المرتبطة بكوفيد-19” مضيفا أنه سيطلب من صاحب الحساب إزالة التغريدة قبل أن يتمكن من التغريد مرة أخرى.
وبعد ذلك بوقت قصير، أصبح حساب “تيم ترامب” (فريق ترامب) نشطا مجددا ما يشير إلى أن أزال الفيديو المثير للجدل.
وقالت كورتني باريلا وهي مسؤولة في حملة ترامب في بيان “مرة جديدة، ظهر انحياز سيليكون فالي الواضح ضد هذا الرئيس إذ يتم تطبيق القواعد في اتجاه واحد فقط”. واضافت “كان الرئيس يقصد أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا”.
– جدل عميق –
حض مسؤولو الصحة الناس من كل الفئات العمرية على حماية أنفسهم من التعرض لفيروس كورونا المستجد.
ودافع ترامب عن تعليقاته حول تأثير الفيروس على الأطفال عندما سئل عنها خلال مؤتمر صحافي عقد في البيت الأبيض في وقت سابق الأربعاء. وقال “أتحدث عن (المناعة) ضد الإصابة بالوباء بشكله الحاد. إذا نظرت إلى الأطفال، تجد أنهم قادرون على الشفاء منه بسهولة”.
وأصبح احتمال إصابة الأطفال بالفيروس أو نشره مشكلة مثيرة لجدل عميق في الولايات المتحدة، مع إعادة فتح المدارس لتمكين العديد من أولياء الأمور من العودة إلى العمل.
وكان ترامب يدعو الشركات والمدارس إلى إعادة فتح أبوابها كجزء من المساعي الرامية إلى إنعاش الاقتصاد الأميركي الذي ستلعب صحته دورا رئيسيا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
واختار عدد متزايد من المدارس في الولايات المتحدة عدم فتح أبوابها في سبتمبر والاكتفاء بإعطاء الحصص التعليمية عبر الإنترنت فقط حتى يتراجع انتشار الوباء.
وخلصت “الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال” إلى أن الأطفال يبدو أنهم ينقلون كوفيد-19 بنسبة أقل من البالغين وأن العديد من المدارس يمكن إعادة فتح أبوابها في الأشهر المقبلة شرط أن تتخذ تدابير وقائية مثل التباعد الاجتماعي وتتبع معدلات انتقال العدوى المحلية.
ومن المعلوم أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بمرض خطر أو الموت بسبب الفيروس: أقل من واحد في المئة من الأطفال الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 ينتهي بهم المطاف بالموت وفقا لدراسة أجريت على نطاق أوروبا نشرت في يونيو.
وقال مؤلفو الدراسة إنه يحتمل أن تكون النسبة الحقيقية أقل بكثير لأن العديد من الأطفال الذين يعانون من أعراض خفيفة أو بدون أعراض لم يخضعوا لاختبار فيروس كورونا.
-تكهنات طبية-
جاءت خطوة “فيسبوك” في الوقت الذي يواجه فيه الموقع ضغوطا شديدة في مكافحة المعلومات المضللة التي ازدهرت خلال الوباء، بما فيها معلومات من قادة دول.
وضغطت مجموعة من الناشطين على “فيسبوك” ليعزز جهوده أكثر في إزالة المحتوى الذي يحض على الكراهية والتضليل، مع انضمام ألف معلن إلى مقاطعة تهدف إلى تصعيد الضغط.
وكان عملاق وسائل التواصل الاجتماعي وضع الشهر الماضي بيانا يؤكد عدم مسؤوليته على منشور من ترامب يدعي فيه أن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى انتخابات “فاسدة”. وفي حزيران/يونيو أزال إعلانات حملة ترامب التي تحتوي على رمز تستخدمه ألمانيا النازية.
وتم اتهام ترامب مرارا بنشر معلومات مضللة حول الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 150 ألف أميركي، بما فيها فكرة حقن ضحايا الفيروس بمطهر.
وبعد تغيير طفيف في اللهجة الشهر الماضي، عاد ترامب إلى التكهنات الطبية وانتقد كبير خبراء الأمراض المعدية أنظوني فاوتشي وأثنى على طبيب يروّج لنظريات المؤامرة.
وقد اتخذ “تويتر” الأسبوع الماضي خطوة نادرة وهي إزالة مقاطع نشرها ترامب قالت فيه الطبيبة ستيلا إيمانويل ومجموعة من الأطباء أن الكمامات غير ضرورية وأن عقار هيدروكسيكلوروكوين يمكن أن يهزم فيروس كورونا المستجد.
المصدر: الدار- أف ب