الدار/ طنجة:
عندما قرر أغلبية الناخبين في طنجة، لسبب ما، منح الأغلبية المطلقة لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات الجماعية الماضية، فإنهم لم يكونوا يدركون أن تلك الأغلبية وهمية، ليس بسبب مصطلح “التحكم” الذي يروق لرفاق العثماني وبنكيران، بل لأن هذا الحزب لا يملك غير ورقتين، المراوغة والتباكي.
ومنذ أن تولى “الحزب الحاكم” حكم طنجة، فإن سكان المدينة لم يعيشوا من قبل لحظات أسوأ من التي عاشوها في العقود والسنوات الماضية، وهي المعاناة التي تكرست مؤخرا مع تفشي فيروس “كورونا”، حيث ثبت أن أن طنجة تعاني بشكل أكبر من فيروس سياسي وانتخابي أخطر بكثير.
كان من الممكن لطنجة أن تعيش أوقاتا أقل سوءا لو أن عمدتها، محمد البشير العبدلاوي، قرر أن يفعل شيئا آخر عوض التزود بمئات التوابيت منذ الأيام الأولى لظهور الوباء، وهو ما يشي بأن هذا الرجل عبقري جدا، وعبقريته جعلته يتكهن بأن سياسته في مكافحة الوباء لا تقود إلا إلى.. القبر.
عمدة طنجة العبقري، لم يكتف بالتزود بمئات التوابيت، بل قرر أن يخلّد نفسه في هذه اللحظات التاريخية التي لا تنسى، فالتقط صورا كثيرة إلى جانب التوابيت، وكأنه يقول للعالم: انظروا إلي.. فأنا الوحيد اللّي جيتْها من الآخر وعرفت كيفاش نتحدى الوباء..!
اليوم، يتباكى عمدة طنجة على الوضع في طنجة، وهو الذي لم يفعل أي شيء لتجنب هذا الوضع الكارثي، أو لعله فعل الأهم.. وهو إشعار الناس بأن الحل الوحيد للتصدي لفيروس كورنا هو تلك التوابيت التي التقط صورا معها..!
من الأكيد أن الذين صوتوا على حزب العدالة والتنمية بطنجة في الانتخابات الجماعية السابقة يعضون اليوم أيديهم ندما، لكن العمدة غير نادم، فهو حقق كل ما كان يطمح إليه، فقد ارتقى اجتماعيا بشكل كبير بفعل رفاقه من الأشرار “الجهويين”، وحين يتبقى للعمدة وقت فارغ بعد انتهائه من الثرثرة ومرافقة الأشرار، فإنه يعود إلى الزمن الدولي حين كانت طنجة تتوفر على مقبرة للكلاب، وفي اليوم الموالي يرسل موظفيه ومنتخبيه لتسميم وتعذيب الكلاب في شوارع المدينة. إنه شيء أكثر بكثير من النفاق.
طنجة تعاني من أكثر من فيروس، وربما لن يكون أخطرها “كورونا”..!