سياسي مغربي.. يواجه موجة من السخرية بسبب صورة وتدوينة
الدار/ خاص
غريب أمر بعض الساسة، أو بالأحرى “أشباه السياسيين”، في هذا البلد. فمنذ حوالي أسبوعين تقريبا، أصدر حزب سياسي مغمور بيانا صحفيا يتحدث فيه عن ما يعتبره “فشل السلطات العمومية في تدبير جائحة كورونا، ملتمسا من عاهل البلاد إقالة الحكومة، وتعيين شخصيات تتمتع بالمصداقية والتجربة الوطنية الصادقة للتسيير المؤقت للبلاد”.
ولم يمر سوى أسبوع تقريبا على هذا البيان ذي النبرة السوداوية، حتى شرع نفس الحزب السياسي في سلسلة من الإحماءات و”التسخينات” في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، تحضيرا “للقيادة الافتراضية” التي يعتقد بأنها قادرة على إدارة الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا المستجد.
واللافت للانتباه، هو أن الذي وقّع بالوكالة البيان الصحفي المذكور، كان أول من بدأ سلسلة الإحماءات هذه، عندما قدّم ترشيحه الافتراضي للمشاركة في تدبير المرحلة المقبلة المزعومة. إذ نشر صورة له في حسابه الشخصي على موقع ” فايسبوك”، يظهر فيه وهو يتأسى بالبورجوازية الجديدة، أو كما ينعتهم المركانتينيون الجدد ب (Les anciens pauvres) في إشارة إلى ماضيهم القريب. فقد ظهر هذا القيادي الحزبي وهو يسوق يختا سياحيا بالأشرعة مع تذييل الصورة بتعليق مؤداه “القيادة فن لا يتقنها إلا المحترفون”.
وقد أثارت هذه الصورة موجة من التعليقات الساخرة، بين من اعتبرها “استخفاف بالمغاربة في زمن كورونا”، بعدما ظهر السياسي المذكور وهو يتمتع بأشعة الشمس فوق البحر بدون كمامة واقية، في الوقت الذي يطالب فيه الحزب ذاته باعتماد تدابير الوقاية اللازمة، في حين كتب أحد المعلقين “القيادة الصحيحة تكون بالقرب من المواطن، والدفاع عن مصالحه، لا باستفزاز مشاعره بصورة لا تعكس واقع حاله في هذا الظرف العالمي الصعب والحساس”. أما أحد المغردين في موقع تويتر فقد كتب “القيادة أفعال لا أقوال، وأول فعل يجب أن يقوم به المعني بالأمر هو سحب صورته المستفزة. فالمغاربة بحاجة لمن يدعمهم، ويساهم في طوق نجاتهم الجماعي، وليس من يمارس بورجوازيته الوهمية عليهم بيخت مأجور أو موضوع رهن الإشارة من أحد الموكلين الذين قد يكون متورطا في قضية من القضايا المعلومة”.