الدار/ رضا النهري:
منذ بدء تفشي فيروس كورونا، ظهرت الكثير من المصطلحات المستجدة، تماما مثل الفيروس المستجد، ومع مرور الوقت صار استعمالها طبيعيا بعدما كان يثير في البداية لغطا، أو حتى سخرية وتهكما.
هناك مصطلح المخالطة والمخالطين، وهي كلمة غير مستجدة تماما، لأن الكثيرين كانوا يسمعونها في طفولتهم، حين ينبههم آباؤهم إلى ضرورة تجنب المخالطة، عبر عبارة “المخالطة راها صعيبة”، وكان المقصود بذلك تجنب مخالطة المنحرفين والأشرار، قبل أن تمر مياه كثيرة من تحت الجسر ويصبح لهذه العبارة مدلولها العلمي الخالص.
أيضا، من بين هذه المصطلحات كلمة بؤرة عائلية، والتي سرعان ما اكتسبت المزيد من الصيت بعدما لحقها تعديل مبدع، وهو “بؤرة شبه عائلية”، وهو تعبير يحار الناس حتى اليوم في فهمه، لكن عددا من فاعلي الخير قرروا وقف الجدل واعتبروه دالا على تلك التجمعات التي يختلط فيها الحابل بالنابل والأعلى بالأسفل.
لكن المشكلة أن الأمر لم يعد يتعلق فقط بالبؤرة العائلية والبؤرة شبه العائلية، فقد صارت البؤر أكثر من أن تحصى، فصارت أيضا بؤرا رياضية، بعد أن تم تسجيل أزيد من 25 إصابة بالفيروس في فريق واحد، ثم تعدد الإصابات في أغلب فرق كرة القدم المغربية، التي جعلت من مستقبل الموسم الكروي غامضا جدا.
لكن البؤرة الرياضية الأهم ظهرت قبل عدة أيام، حين فرغت الشوارع من المارة مساء، واكتظت المقاهي في مختلف مناطق المغرب، بمدنها وبواديها، حيث اختلط الحابل بالنابل وصاحب الكمامة بصاحب الوجه السافر، والمناسبة كانت مباراة مانشستر سيتي بريال مدريد في منافسات عصبة الأبطال.
ما جرى في تلك الليلة كان حدثا حقيقيا، وربما كان ذلك أكثر سوءا من فتح الملاعب الرياضية أمام الجمهور، ففي تلك المباراة اكتشفنا كم أننا نظلم كثيرا هذا الفيروس ونتهمه بالتعدي علينا، بينما نحن نبحث عنه حتى في الشقوق ونتحداه أن يصيبنا.
اليوم، أقفلت السلطات عشرات المقاهي في عدد من المدن المغربية ومنعت تتبع مباريات الكرة في الباقي، وكنا نتمنى لو أن هذا القرار صدر من قبل، خصوصا وأننا لا ندري ما نفعله مع بشر لا ينفع معهم التوعية، حيث يتصرفون مثل رضّع، يلزم أن تتبعهم في الشارع وترجوهم أن يرتدو ا الكمامات، كما لو أنك تطارد أطفالا لتجبرهم على ارتداء الحفاظات.