انتفاضة وجدة، محطة وضاءة في طريق الكفاح نحو الاستقلال
يخلد الشعب المغربي، اليوم الأحد، الذكرى ال 67 لانتفاضة 16 غشت 1953 بوجدة، التي تعتبر محطة وضاءة من أجل الاستقلال والدفاع عن السيادة الوطنية ووحدة الأراضي المغربية.
ويجسد هذا الحدث التاريخي، الذي تلته انتفاضة ثانية يوم 17 غشت 1953 بتافوغالت، الدور الأساسي الذي لعبه أب الأمة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس الذي خاض، إلى جانب الشعب المغربي، الكفاح من أجل الاستقلال رافضا الخضوع لإرادة سلطات الحماية.
كما تعد هذه الانتفاضة، التي تشكل الشرارة الأولى لثورة الملك والشعب، صفحة وضاءة في التاريخ المعاصر للمملكة وعظمة الشعب المغربي التواق إلى الحرية، وتعكس بطولة وتضحيات سكان جهة الشرق وتجندهم وراء العرش العلوي للدفاع عن السيادة الوطنية.
ومكنت هذه الملحمة، التي قام بها رجال الحركة الوطنية، جهة الشرق من الدخول للتاريخ المغربي من بابه الواسع بفضل البطولات والتضحيات التي بذلها سكان المنطقة للدفاع عن حوزة الوطن.
ولعل هذه الانتفاضة، التي تم الإعداد لها بدقة وعرفت مشاركة كافة شرائح المجتمع، كان لها وقع كبير بفضل التلاحم الوثيق بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية، كما جسدت عزم المغاربة لبذل الغالي والنفيس من أجل الحرية والاستقلال.
وكانت مدينة وجدة في قلب المقاومة وضد قمع وإملاءات المستعمر، حيث تجند السكان ورجال الحركة الوطنية التواقين للحرية، وعلى رأسهم المغفورين لهما أب الأمة محمد الخامس ووريث سره الحسن الثاني، للكفاح لنيل الاستقلال.
واستعدت الحركة الوطنية والمقاومة بوجدة إلى هذه الانتفاضية بعناية حيث تم إطلاق عدد من العمليات ضد المستعمر، خاصة تلك التي استهدفت سكة الحديد ومحطة توليد الكهرباء وثكنات عسكرية.
بالفعل، فقد تحدى سكان مدن وجدة وبركان وتافوغالت خلال هذه الانتفاضة رصاص قوات المستعمر بصدور عارية، فسقط عدة شهداء على ميدان الشرف رغم تواصل القمع الوحشي والاعتقالات في صفوف رجال الحركة الوطنية.
وأبان هذا الحدث الكبير عن مدى الحماس والفورة التي اجتاحت سكان عاصمة الشرق مدفوعين بالحس الوطني الذي عم كافة ربوع المملكة، ليشكل منعطفا حاسما في كفاح الشعب المغربي ضد الاستعمار، ويجسد الروابط المتينة بين العرش العلوي والشعب وإرادتهما المشتركة من أجل استكمال الوحدة الترابية.
المصدر: الدار– وم ع