فيسبوك.. 15 عاما من تقارب الأصدقاء وبيع المعلومات
تحتفل شركة "فيسبوك" الأمريكية التي أسسها مارك زوكربيرج بولاية كاليفورنيا بمرور 15 عاماً على نشأتها، بوجود أكثر من 25 ألف موظف، ورأسمال يبلغ 541 مليار دولار، التي دار وما زال يدور حولها وحول مؤسسها الكثير من الجدل.
وبعد شهرين تقريباً من إطلاق شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم، أجرت شبكة "CNBC" التلفزيونية الاقتصادية في الولايات المتحدة حواراً للمرة الأولى مع مؤسسها.
وعندما سأله مقدم البرنامج حينها هل يكون هذا التطبيق بمثابة القنبلة الجديدة، رد زوكربيرج قائلاً: "من المستحيل قول هذا.. عندما أطلقنا هذا التطبيق كننا نتوقع أن عدد المشتركين سيتراوح بين 400 أو 500 على الأكثر ولكننا نتحدث الآن عن أكثر من 100 ألف مشترك.. من يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك؟".
ووفقاً لآخر الأرقام الرسمية التي نشرتها الشركة في سبتمبر 2018، تمتلك الشبكة الاجتماعية 2 مليون و270 ألف مشترك حول العالم، يدخلون عليها شهرياً.
ورغم المكانة الكبيرة التي أوجدتها الشبكة الاجتماعية الأم لنفسها على مدار الـ15 عاماً الأخيرة، فإن هذا لم يمنع وجود حالة من التشكك وعدم الثقة لدى البعض فيما يتعلق بقوانين خصوصية وحماية بيانات المستخدمين.
بداية متعثرة
لم تكد تمر 5 أيام على إطلاق فيسبوك من غرفته بجامعة هارفارد في بوسطن بالولايات المتحدة، تحدث زوكربيرج مع أحد محرري جريدة "هارفارد كريمسون" حول صفحة التواصل الاجتماعي: "أعتقد أنه من الغباء أن تتأخر الجامعة نحو عامين لتطبيق الأمر.. يمكنني تنفيذه بشكل أفضل منهم.. يمكنني تنفيذه خلال أسبوع".
وفي تلك اللحظة تحديداً، كان موقع فيسبوك بمثابة البديل الرقمي لدليل طلاب هذه المؤسسة التعليمية؛ حيث كان يضم حينها نحو 900 مشترك، وكان عمر زوكربيرج حينها 12 عاماً.
إلا أن بداية هذا العملاق لم تخلو من الجدل سواء حوله أو حول مؤسسه، فبعد أيام من إطلاق هذه التصريحات، وجّه الأخوان كاميرون وتايلور وينكلفوز، وديفيا ناريندرا، اتهامات لزوكربيرج بسرقة الفكرة منهم.
وفي ذاك التوقيت، كانت هناك حالة من الشد والجذب والدعاوى القضائية هنا وهناك، والاجتماعات التي كانت بمثابة الإلهام لكتاب "بليونيرات بالصدفة" لبين مزريتش، وفيما بعد لفيلم "الشبكة الاجتماعية" لديفيد فينشر.
وبعد أكثر من 6 سنوات على بداية الدعاوى القضائية، تم حسم ملكية زوكربيرج لفيسبوك مقابل 65 مليون دولار، ليبدأ في جني ثمار هذا الأمر سريعاً بالزيادة في عدد المستخدمين في كل يوم، فضلاً عن عمليات تحميل وتبادل الصور والإعجابات، ليجعل من العالم وكأنه ساحة صغيرة يتواصل داخلها الجميع حول العالم.
وكلما زاد عدد المستخدمين، زادت أرباح الشركة وأرباح مؤسسها الذي أصبح أحد الرجال الأكثر ثراء في العالم قبل أن يتم عامه الـ30.
2018.. عام الاتهامات والتحقيقات:
كل هذا الثراء لا يعني أن الطريق كان مفروشاً بالورود؛ حيث كان عام 2018 "عصيباً" بالنسبة لمؤسس فيسبوك.
ففي العام الماضي، تم فتح العديد من الجبهات على الشركة، أبرزها كانت على صفحات جرائد "نيويورك تايمز" و"ذا جارديان" في مارس/آذار، بعد أن قامت شركة "كامبريدج أناليتيكا" التي تعمل على الجمع بين استخراج البيانات وتحليلها ثم الوصول لاستنتاجات عند العمليات الانتخابية بالتلاعب ببيانات أكثر من 50 مليون مستخدم للموقع في 2014.
واستطاعت الشركة أن تدخل على قاعدة بيانات مخصصة للاستخدام الأكاديمي، ومزجتها باستراتيجيات حملة أثناء ترشح الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب للرئاسة.
وبعد فوز ترامب بالانتخابات، تم توجيه الاتهامات أيضاً لفيسبوك بالمشاركة فيما يعرف بـ"المؤامرة الروسية" والتأثير في الانتخابات من خلال نشر بعض الأخبار الكاذبة.
هذا بالإضافة إلى ما أشيع حول تورط الشركة في تسهيل حصول بعض العملاء الروس على معلومات خاصة بالمستخدمين، بطرق مثل التي استخدمتها كامبريدج أناليتيكا.
ووصلت كل هذه الاتهامات الخاصة بانتهاك قوانين الخصوصية وحماية المعلومات لأعلى سلطة سياسية في البلاد، وكان على زوكربيرج أن يمثل لأكثر من خمس ساعات أمام الكونجرس الأمريكي للتحقيق معه.
وقال مؤسس فيسبوك خلال التحقيقات: "لقد كان خطأي، أعتذر عن هذا الأمر"، مضيفاً: "هناك أشخاص في روسيا مهمتهم الرئيسية اختراق أنظمتنا، وأنظمة الإنترنت الأخرى. علينا أن نستثمر بصورة أكبر لتحسين هذه الجوانب".
وكشف تحقيق آخر لجريدة "نيويورك تايمز" قبل 13 يوماً من بداية العام الجاري عن مشاركة فيسبوك لبيانات المستخدمين مع أكثر من 150 من كبرى الشركات، بعد تأكيداته قبل ذلك بفترة على أنه أوقف هذا الأمر.
ورغم كل هذه الاتهامات، فإن فيسبوك يبقى منصة التواصل الاجتماعي الأكبر والأهم بالعالم في الوقت الحالي.
المصدر: الدار – وكالة الأنباء الإسبانية