المغرب مهدد بشحّ المياه بحلول 2050 وتعاون الرباط مع دول الساحل ضامن للاستقرار في المنطقة
الدار/ خاص
توقع تقرير جديد صادر عن معهد الاقتصاد والسلام (IEP) أن يواجه المغرب مشاكل ندرة المياه، و التأثر بحالة عدم الاستقرار الإقليمي في منطقة الساحل.
وأكد التقرير أن المغرب يواجه ثلاثة تهديدات بيئية كبيرة وسط أزمة هجرة محتملة في جنوبه، الى جانب إشكاليات كبيرة تتعلق بتغير المناخ، يتصدرها الإجهاد المائي، الذي يقصد به حجم الضغط الذي تتعرض له الموارد المائية، ويتم احتسابه نسبته من إجمالي المياه العذبة المسحوبة إلى إجمالي موارد المياه العذبة المتجددة في بلد معين، وهو يؤثر على استدامة الموارد الطبيعية ويعوق أيضاً التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار التقرير ذاته الى أن ثلث دول العالم، بما في ذلك المغرب، ستواجه مستويات عالية إلى شديدة من الإجهاد المائي بحلول عام 2050 ، مما يعني أن نصف جميع المياه المتاحة سيتم استهلاكها كل عام”، مبرزا أن ” المغرب والمغرب العربي يواجه أعلى مستويات انعدام الأمن المائي في شمال غرب إفريقيا”.
وكشف ذات التقرير أن المغاربة يعتبرون من بين 2.6 مليار شخص حول العالم المهددين بندرة المياه مستقبلا”، مشيرا الى أن “ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدل هطول الأمطار، يشكل تهديدًا كبيرًا إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء للتخفيف من الاتجاهات الحالية”.
وحذر التقرير من أزمة مياه في المغرب في غضون عقدين من الزمن، مما قد يضطر معه العديد من المغاربة، يشدد التقرير، الى الهجرة إلى مناطق ذات وفرة في المياه، مع تحول المناطق المحيطة بالصحراء الى مناطق أكثر جفافاً”.
وقال ذات التقرير ان ” ارتفاع درجات الحرارة والنمو السكاني يظلان معتدلين نسبيًا في المغرب، لكنهما قد يؤديان إلى كوارث طبيعية أكثر خطورة”، مشيرا الى أنه من المرجح أن تصبح حالات الجفاف أكثر تواتراً مع نمو الزراعة والاستهلاك الوطني للمياه”.
وتوقع تقرير معهد الاقتصاد والسلام أن تواجه موريتانيا والبنين والسينغال بعضًا من أخطر التهديدات من الجفاف في العالم والتي قد تؤدي إلى نزوح ملايين الأشخاص إلى جنوب المغرب”، مبرزا أن ” المغرب يقع تحت ضغط منخفض من الأمن الغذائي”.
تحدي عالمي لايقتصر على المغرب
وفي الوقت الذي تبدو فيه توقعات التقرير بشأن المغرب، قاتمة، فإن المملكة في الواقع جزء من أكبر مجموعة من البلدان “متوسطة التعرض” التي تشمل أيضًا أستراليا والصين وهولندا والولايات المتحدة ومعظم دول غرب إفريقيا.
وتوقع التقرير أن يعيش ربع سكان العالم في مجموعة من 19 دولة يُقدر أنها ستواجه مستويات تهديد عالية في العقود المقبلة، اذ ستواجه الموزمبيق وناميبيا، خمسة تهديدات كبيرة وأفغانستان تواجه ستة. الهند هي أكبر دولة تواجه أربعة تهديدات متزامنة، مما يجعلها سببًا محتملًا لتغير المناخ.
وقال التقرير ان “المغرب سيفرض نفسه لاعبا إقليميا أكثر أهمية في المنطقة، مشيرا الى أن ” عدم الاستقرار الإقليمي يشكل تهديدًا كبيرًا للمملكة.
ودعا ذات التقرير المغرب إلى مواصلة تطوير قدراته التكنولوجية، والاستثمار في تحلية المياه، وكذا تطوير محطات تحلية كافية قبل استنفاد احتياطاتها من المياه الجوفية، مما من شأنه أن يمنع الهجرة داخل البلاد ويمنح المغرب ولوجا وفيرًا إلى المورد الأكثر قيمة في المستقبل.
التعاون المغربي مع دول الساحل ضمانة للاستقرار
وقال التقرير ان ” الدبلوماسية المغربية والتعاون الدولي مع دول الساحل يجب أن يشكل أولوية في قرارات السياسة الخارجية للرباط”، على اعتبار أن هذا التعاون يمكن أن يكون ضمان الاستقرار وتعزيز التنمية في المنطقة، وأحد أهم السبل لمنع أزمة المهاجرين نحو الشمال معززا بدعم الاتحاد الأوربي، الذي يعتبر المغرب شريكه الاستراتيجي.
وأكد ذات التقرير أن “المغرب حاليا هو سادس أكبر متلقي للمساعدات المتعلقة بالمناخ، حيث توصل سنة 2018، بـ 993 مليون دولار من الدعم الخارجي”، وهو الدعم الذي يرجح أن يرتفع في مواجهة الاتجاهات الإقليمية الحالية.
وتروم هذه المساعدة تقليل الانبعاثات من النفايات والصناعة والزراعة وإنتاج الطاقة ويمكن أن تعزز مكانة المغرب كرائد عالمي في التخفيف من التغيرات المناخية.