اصدار جديد للرابطة المحمدية للعلماء..كتاب “طرق معرفة مقاصد الشريعة وضوابط إعمالها في النظر الاجتهادي”
الدار/ خاص
ضمن منشورات مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء، صدر كتاب “طرق معرفة مقاصد الشريعة وضوابط اعمالها في النظر الاجتهادي”، للدكتور محمد لمنتار، رئيس مركز الدراسات القرآنية ومدير البوابة الالكترونية للرابطة، في اطار سلسلة دراسات وأبحاث (52)، الطبعة الأولى 1441هـ/2020م في مجلد يتكون (412 صفحة).
وجاء في خلاصة الكتاب :” من المسلّم به عند علماء الأمة، أن أحكام الشريعة الإسلامية إنما شرعت لتحصيل مقاصد؛ غايتها تحقيق مصالح الناس في العاجل والآجل، وبعض هذه المقاصد منصوص عليه في القرآن الكريم والسنة الشريفة على وجه التصريح، وبعضها مشار إليه على وجه الإيماء والتنبيه، والدوران والإخالة، والسبر والتقسيم، وبعضها منضبط وظاهر بحيث لا يختلف النظار في تحديده والاعتداد به.
وقد روعي في كل حكم من أحكام الشريعة إما حفظ ومراعاة ضرورة من الضروريات الخمس المعهودة: (الدين والنفس والعقل والنسل والمال)، أو غيرها من الضروريات المستحدثة، تبعا لتطور الحياة الاجتماعية وتركيبها، وتعدد مستلزماتها؛ وهي الضروريات التي تمثل الأساس الذي ينبني عليه الاجتماع والعمران البشري في كل زمان ومكان؛ وإما مراعاة وحفظ المصالح الحاجية، التي لولا ورودها على الضروريات لَلَحِق بالناس قدر غير يسير من الضيق والعنت والحرج؛ وإما مراعاة وحفظ المصالح التحسينية، التي جرى ربطها بمكارم الأخلاق ومحاسن العادات. وهو الربط الذي وسعه باحثون معاصرون ارتقوا بالأخلاق إلى مستوى المبدأ المرجعي الحاكم لكل المصالح.
وامتدادا للعناية المباركة، من لدن علماء الأمة بهذا الأصل من أصول الاجتهاد؛ أصدر مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء كتاب فريدا في موضوعه، نافعا في مضمونه تحت عنوان: (طرق معرفة مقاصد الشريعة وضوابط إعمالها في النظر الاجتهادي)، للأستاذ الباحث، الدكتور محمد المنتار، رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء.
وفي تقديمه للكتاب، أبرز فضيلة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الأستاذ الدكتور أحمد عبادي، أن المؤلِّف “انصرفت همته في كتابه هذا، إلى استقراء طرق معرفة مقاصد الشريعة عند علماء الأمة وأعلامها، كما أنه اجتهد في تحديد خصائصها وشروط اعتبارها في مجالات الاجتهاد، وأكّد أن معرفة مقاصد الشريعة لا تتأتى إلا بتحرِّيها عبر طرقها ومسالكها المعتبرة، وقرّر أن ذلك يُعَدّ مقدمة ضرورية للعملية الاجتهادية بمفهومها الواسع، فهما وتنزيلا” (تقديم الكتاب، ص:5- 6).
ويضيف فضيلة الأمين العام “… وقد وُفّق المؤلف، في استعراض علمي ومنهجي، لمبحث طرق معرفة المقاصد، وبيان التطور الملحوظ الذي صاحب هذا المبحث على مستوى القضايا، والمفاهيم، والمناهج، والاستدلالات، ولا شك أن هذا التحديد الدقيق لمجال البحث وموضوعه، ساعد المؤلف في ضبط مساره، وتعميق البحث في القضايا التي أثارها، وهو ما أفضى به إلى تقسيم بحثه إلى ثلاثة أبواب كبرى، ضَمَّت فصولا ومباحث تفصيلية، حيث عرض في الباب الأول: طرق معرفة مقاصد الشريعة: المفهوم ـ الخصائص ـ الوظيفية، وبحث في الباب الثاني: طرق معرفة مقاصد الشريعة، وإعادة الاعتبار للبُعد المصدري للنصوص في النظر الاجتهادي. وبسط في الباب الثالث: طرق استنباط مقاصد الشريعة من النصوص، وآليات إعمالها في مجال الاجتهاد؛ مع العناية بوضع فهارس علمية متنوعة لتقريب الوصول إلى محتويات بحثه” (تقديم الكتاب، ص: 6).
ومما ميز هذا العمل الأكاديمي، أن صاحبه لم يُغفل “رَصْدَ النقاشات، والاعتراضات، والانتقادات التي صاحبت نشأة وتبلور طرق معرفة المقاصد، وفق مقاربة منهجية متكاملة الأسس والمعالم؛ لِيَخْلُصَ إلى أن طرق معرفة مقاصد الشريعة، سواء المنصوصة منها أو المستنبطة، بمختلف أقسامها وأنواعها، تُعَدُّ المدخلَ الأسْلَمَ للوصول للمقاصد الفعلية؛ لا المُتَوَهّمة للخطاب الشرعي، كما أنّها تُعَدُّ سدًّا معرفياً مانعاً، لكل تحريف أو تأويل فاسد للمقاصد، يروم الدعوة إلى هوى أو رأي باطل” (تقديم الكتاب، ص: 6).
ان أولوية طرق معرفة مقاصد الشريعة تتأكد في سياقنا الراهن، كما في القرون السابقة، بما تُمَثِّلُه من ضبط للمقاصد بمختلف طرق الاستنباط، بحسب تصنيفها واختلاف مراتبها من حيث الاستدلال، وهذا من ضمن ما بسطه المؤلف في كتابه، إضافة إلى أن معرفة هذه الطرق تُكْسِب المقاصد واقعية وعلمية، وذلك عبر ربطها بالأصول المؤسِّسة لمختلف الأحكام الشرعية.