ثمنت “جمعية فضاء الأوداية” سير أشغال الترميم الجارية حاليا بالمقهى الموريسكي المتواجدة بقصبة الأوداية بالرباط، وجهود الحفاظ على طابعها الأصلي الذي كانت عليه عند بنائها.
وسجلت الجمعية، في تصريح للسيد عبد الرحمان البدراوي نائب رئيسها، على هامش زيارة لمديرة مكتب اليونسكو بالرباط وشمال إفريقيا الخوري كولدا ، أمس الثلاثاء للقصبة، حرص القائمين على أشغال الترميم على أن تحتفظ هذه المعلمة بجميع قطع الزليج التي كانت مستعملة في بنائها سنة 1922 على الشكل الهندسي الموريسكي.
وأثنى السيد البدراوي، في تصريحه لوكالة المغرب العربي للأنباء، على ” جهود الإبقاء على مختلف اللوازم التي بنيت بها المقهى كالزليج والقطع الحجرية، مع إزالة كافة مواد البناء الحديثة التي أدخلت عليها والتي غيرت من ملامحها الأصلية “.
ودعا ، بالمناسبة ، إلى ” إلزام مختلف مستغلي المقهى ، عند فتح أبوابها مجددا أمام الزوار ، بدفتر تحملات يؤكد على احترام شروط ترميمها وعدم التدخل إلا باستشارة مع الجهات المعنية، لتفادي الخروقات التي طالتها سابقا “، مشيرا إلى أن ” مطالب الجمعية بهذا الخصوص تتقاطع تماما مع توصيات منظمة اليونسكو في مجال ترميم الآثار “.
وتأتي هذه الزيارة للسيدة كولدا رفقة مهندسين ومختصين تابعين للمنظمة ، بناء على طلب من (جمعية فضاء الأوداية) تقدمت به لليونسكو، حرصا من المجتمع المدني على الحفاظ على التراث الثقافي الوطني والتراث اللامادي.
وحسب السيد البدراوي، فإن هذه الزيارة شملت أوراش إعادة هيكلة الحديقة الأندلسية والأسوار والبنايات الأثرية بأكملها بقصبة الأوداية مع التركيز ، بشكل خاص ، على المقهى الموريسكي.
وعن دواعي الترميم، أفاد نائب رئيس الجمعية بأن المقهى الموريسكي كان آيلا للسقوط بفعل مجموعة من العوامل ضمنها التدخلات العشوائية في السنوات الأخيرة من طرف الأشخاص المستفيدين منها، حيث تم استعمال الإسمنت المسلح وإزالة أجزاء خشبية كانت تؤثثها مع إضافة بنايات أخرى جعلت البناية الأصلية مهددة بخطر السقوط، ينضاف إليها تصدع بعض أجزائها نتيجة الأمطار القوية التي تهاطلت على العاصمة الرباط في الموسم الماضي.
ومن المقرر أن تنتهي أشغال ترميم كافة معالم قصبة الأوداية ، بما فيها المقهى الموريسكي ، خلال الصيف المقبل.
وتأسست (جمعية فضاء الأوداية) قبل نحو 22 سنة وتهتم بالحفاظ على تراث قصبة الأوداية التي تضم عددا من المرافق والمنازل والمعالم الثقافية.