مدن فرنسية عدة تتبنى إجراءات صحية مشددة أمام ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا
سجلت فرنسا ارتفاعا ملحوظا لعدد الإصابات بفيروس كورونا خلال الأيام الأخيرة، ما جعل العديد من محافظي المدن مثل تولوز وليون ورين تشدد من إجراءات الوقاية كغلق المقاهي والمطاعم بشكل مبكر وتقليص عدد المشاركين في الأنشطة الرياضية والثقافية بشكل كبير. من جهته، توقع المدير العام لإدارة الصحة العامة “ارتفاعا كبيرا للإصابات خلال الأسبوعين القادمين” في فرنسا.
سجلت فرنسا الاثنين 5298 إصابة يومية جديدة بفيروس كورونا فيما عرفت ارتفاعا ملحوظا في معدل انتقال العدوى لليوم الثالث على التوالي حسب إحصائيات نشرتها إدارة الصحة العامة في آخر بيان لها.
وبالرغم من أن الأرقام لا تزال مرتفعة إلا أن عدد الإصابات قل نوعا ما بالمقارنة مع نهاية الأسبوع الماضي، إذ سجلت فرنسا نحو 13500 حالة جديدة السبت الماضي و10500 الأحد.
هذا، وتقدر نسبة المصابين بكوفيد-19 والذين تم نقلهم إلى غرف الإنعاش في منطقة “إيل دو فرانس” بـ20 بالمئة حسب ما أكده أورليان روسو، المدير العام لإدارة الصحة العامة والذي يتوقع “ارتفاعا كبيرا لعدد المصابين خلال الأسبوعين القادمين”.
وبهدف القيام بفحوصات بشكل أسرع، تم فتح 20 مركزا جديدا لفحص وباء كوفيد-19 في جميع مناطق فرنسا (مركزان لكل منطقة) و6 مراكز في باريس نظرا للكثافة السكانية التي تتمتع بها العاصمة.
تقليص عدد المشاركين في المظاهرات بمدينة تولوز
وبعد مدينتي مرسيليا ونيس، اتخذ محافظ منطقة “الرون” (وسط) إجراءات جديدة للحد من تفشي الوباء. من بينها تحديد عدد المشاركين في التجمعات والمسيرات إلى 1000 شخص فقط فضلا عن فرض ارتداء الكمامات الواقية في مناطق جديدة وتقليص عدد الزيارات إلى المراكز الصحية التي ترعى وتعالج المسنين.
لكن خلافا لمرسيليا ونيس، لن يأمر باسكال مالوس محافظ منطقة الرون بغلق المقاهي والمطاعم.
وقال في هذا الخصوص” سنتخذ إجراءات أكثر قساوة في حال لاحظنا عدم احترام التدابير الصحية في هذه المطاعم والمقاهي. أكثر من ذلك، سأفرض الإغلاق الإداري لهذه المقاهي والمطاعم”.
وأضاف “سيتم التعامل بهذه الإجراءات لمدة 15 يوما. لكن في حال ثبت أنها غير ناجعة وغير مفيدة سنتخذ حينئذ إجراءات أخرى وأكثر صرامة. الهدف الأساسي هو الحفاظ على النشاط الاقتصادي. هذا هو الرهان الحقيقي بالنسبة لنا”.
أما في مدينة تولوز (غرب شرق فرنسا)، فقامت محافظة منطقة “هوت غارون” بتقليص عدد المشاركين في الأنشطة الثقافية والرياضية من 5000 مشارك إلى 1000 فيما تم تقليص أيضا ساعات فتح المقاهي والمطاعم.
وبررت محافظة مدينة تولوز هذه الإجراءات “الصارمة” بضرورة الحفاظ على الأرواح وبسبب الانتشار المقلق لعدد الإصابات الذي وصل إلى 159,5 مصاب من بين 100,000 شخص. وهي نسبة مرتفعة مقارنة بمناطق فرنسية أخرى مثل منطقة “ألب مارتيم” ومنطقة “جيروند”.
غلق المقاهي والمطاعم بشكل مبكر لمنع تفشي كوفيد-19
وفي تولوز تحديدا، وهي المدينة الفرنسية الرابعة من حيث الكثافة السكانية، أمر محافظ هذه المدينة بغلق المقاهي والمطاعم عند الساعة الواحدة صباحا عوضا عن الثانية في أيام الأسبوع وعند الثالثة صباحا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
أما في مناطق ما وراء البحار، فقد قامت السلطات برفع حالة الطوارئ الصحية في كل من جزيرتي مايوت وغويانا، فيما أبقت عليه في منطقة غوادلوب. هذه الجزيرة تتصدر نسبة الإصابات بوباء كوفيد-19، الأمر الذي جعل السلطات تتخذ إجراءات صحية إضافية لتقليص عدد الإصابات.
ومن بين هذا الإجراءات غلق المقاهي والمطاعم عند الساعة العاشرة ليلا، فيما حذرت الحكومة بإمكانية غلق هذه الأماكن بشكل كلي في حال لم يتحسن الوضع الصحي في الجزيرة.
وفي مدينة رين غربي فرنسا، رفضت المحكمة الإدارية الشكوى التي رفعها بعض ملاك المقاهي والحانات إثر قرار محافظ المدينة إغلاق هذه الأماكن عند الساعة الحادية عشرة ليلا بسبب التفشي السريع لوباء كوفيد-19.
المصدر: الدار– أف ب