في مدارسة علمية…جامعيون يبرزون أهمية إعمال مقاصد الشريعة في الاجتهاد المعاصر
الدار/ خاص
في إطار أنشطتها العلمية والأكاديمية، نظمت الرابطة المحمدية للعلماء ندوة علمية مرئية باعتماد تقنية زووم ZOOM لمدارسة كتاب: “طرق معرفة مقاصد الشريعة وضوابط إعمالها في النظر الاجتهادي“، من تأليف الدكتور محمد المنتار، ترأسها الدكتور عبد اللطيف الجيلاني نيابة عن الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور أحمد عبادي، وذلك يوم الخميس الماضي بمقر الرابطة بالرباط.
وفي مستهل هذا اللقاء أكد عبد اللطيف الجيلاني، على القيمة العلمية لهذا الإصدار العلمي ضمن إصدارات الرابطة المحمدية للعلماء، الذي يأتي في إطار جهود المؤسسة وعنايتها بموضوع “الاجتهاد” منذ أول إصدار سنة 2007م، بعنوان: السياق، إضافة إلى كتاب الاجتهاد الذرائعي في المذهب المالكي وأثره في الفقه الإسلامي قديما وحديثا، للدكتور محمد التمسماني الإدريسي، ومقاصد الشريعة والاجتهاد في المغرب الحديث، للدكتور إسماعيل الحسني، ثم الفكر الأصولي بالأندلس في القرن الثامن الهجري وإسهام ابن جزي فيه، للدكتور منير القادري بودشيش وغيرها.
وأبرز عبد اللطيف الجيلاني قيمة الكتاب المحتفى به الذي جمع مع تفرق في غيره من الدراسات التي تناولت هذا الموضوع بالدرس، حيث صاغه المؤلف في قالب جمع فيه بين سلاسة اللغة ودقة التوثيق والأدب الرفيع في النقد والمناقشة.
مؤلف الكتاب، الدكتور محمد المنتار، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، ورئيس مركز الدراسات القرآنية، تحدث في مداخلته عن أهمية موضوع الكتاب”، مشيرا الى أنه جزء من بحث الدكتوراه التي أنجزها وناقشها بعنوان: “طرق معرفة مقاصد الشريعة” بجامعة القاضي عياض بمراكش، مبينا أن البدايات الأولى لبحث الموضوع كانت سنة 2002، وأن فكرته جاءت من خلال سؤال طرحه الإمام الشاطبي في خاتمة كتابه الموافقات عن طرق معرفة مقاصد الشريعة، كما توقف المؤلف عند أهم الدراسات السابقة التي اهتمت بموضوع الكتاب. لينهي تقديمه للكتاب في قراءة موجزة لموضوعاته ومباحثه.
من جانبه، أشاد الدكتور عبد الله معصر، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس، بهذا العمل العلمي الذي ازدان بتقديم فضيلة السيد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، وبمؤَلِفه الدكتور محمد المنتار الذي بذل فيه جهدا علميا رصينا سلك فيه مسلكا تقريبيا جمع فيه بين حسن الترتيب والتهذيب والتقسيم والتبويب، ومهد القول في معاقد المقاصد بحس نقدي وأدب رفيع يستدرك على السابق ويتعقبه دون أن ينسى فضله على اللاحق، فنقل في كتابه هذا علمه وعلومه؛ فحرر علمه وعلومه وحرر فهومه، ونظم فرائد وقرب شواهد وقيد شوارد واستخرج علمه الثمين وتلقاه باليمين.
وأوضح عبد الله معصر أن مؤلف هذا الكتاب، تجاوز بهذا عقدة الانحباس التي هيمنت على بعض الباحثين الذين تهيبوا الكتابة في موضوع المقاصد الشرعية بنفس علمي تجديدي، ليختم مداخلته بقراءة في مضامين الكتاب مبينا جهدا المؤلف في كتابه في مقارنة مع الدراسات والجهود العلمية التي كتبت في علم مقاصد الشريعة.
الدكتور مولاي مصطفى الهند، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، المحمدية، جامعة الحسن الثاني، الدار البيضاء، نوه بمؤلِف الكتاب الدكتور محمد المنتار وجهوده العلمية”، مبرزا أن الكتاب هو بمثابة جواب عن سؤال منهجي طرحه الإمام الشاطبي ـ رحمه الله ـ وهو يختم كتابه الموافقات إذ يقول: “إن ما تقدم من المسائل في هذا الكتاب مبني على المعرفة بمقصود الشارع، فبماذا يعرف ما هو مقصود له مما ليس بمقصود له؟” (الموافقات 3/132).
وأشار الى أن هذا مشروع كبير لفتح أفق البحث واستكمال للصرح العلمي لعلم المقاصد، والكتاب المحتفى به في نظر المحاضر يدخل في إطار هذا المشروع ولبنة مهمة من لبناته الأساسية. حيث أشار “إلى أن هذا الجهد العلمي يدخل في سياق جهود إسهامات المتقدمين وجهودهم في هذا الباب، ذكر منهم الشيخ محمد عبده والشيخ عبد الله دراز والشيخ الطاهر بن عاشور وغيرهم. ويقف بعد ذلك مع قراءة منهجية لمضامين الكتاب بدءا من عنوان الكتاب ومضامينه.
واختتمت هذه المدارسة العلمية بمداخلة الدكتور الحسان شهيد، أستاذ بكلية أصول الدين، جامعة عبد المالك السعدي، تطوان تناولها في ثلاثة عناصر، جاءت كما يأتي: أولا: “كلمة لابد منها” أشاد فيها بالمؤلف الدكتور محمد المنتار الذي جمع بين الاشتغال العلمي والهم العلمي الذي يتطلب في نظره دقة ومتابعة، واشتغاله بالتأليف والبحث، منوها بخصاله الخُلقية الرفيعة وتواضعه. ثانيا: “مزايا الكتاب” إذ يعد الكتاب في نظر الدكتور الحسان شهيد مرجعا أساسا للطلبة والباحثين في العلوم الشرعية لوضوحه وسلاسة بنائه، ووضوح مباحثه، كما أن قوامة تقسيماته المنهجية تيسر للقارئ حسن اطلاع واستيعاب للدرس المقاصدي، إضافة إلى عناية المؤلف ببعض المباحث المقاصدية والأصولية المهمة، ومشاركته المؤلف وحضوره في مناقشة ومراجعة بعض مسائل الكتاب بأدب علمي رفيع قل نظيره.
ثالثا: “ملاحظ الكتاب” ذكر فيها بعض الملاحظات المنهجية والمقترحات بين يدي هذا المشروع العلمي الهام.