نافالني يحض الاتحاد الأوروبي على حظر دخول المقرّبين من بوتين
حضّ زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني الاتحاد الأوروبي الأربعاء على فرض عقوبات مشددة ومحددة الأهداف على شخصيات رئيسية في حكومة الرئيس فلاديمير بوتين أو داعمة لها، بما في ذلك منعها من دخول دول التكتل، ردا على عملية تسميمه.
وأشار المعارض للكرملين في مقابلة مع صحيفة “بيلد” الألمانية إلى قائد أوركسترا ميونيخ الفلهارمونية فاليري غيرغييف، كشخص يجب محاسبته على دعمه لبوتين.
وقال نافالني الذي يتعافى في برلين بعد تعرّضه للتسميم “إنه أنسب مثال. يجب فرض ضغوط على هذا النوع من الناس”. وأضاف “يجب فرض حظر دخول على أمثاله… سيرحّب 99 في المئة من الروس بذلك”.
وشدد نافالني على ضرورة “عدم تضرر الشعب الروسي بأي قرارات حظر يتم اتّخاذها”.وقال إن “الأهم فرض حظر دخول على الشخصيات المستفيدة من النظام وتجميد أصولها”.
وذكر بين هؤلاء أفراد الطبقة الثرية النافذة في روسيا و”المسؤولين الرفيعين ودائرة المقرّبين من بوتين”.
– “صبي المأموريات” –
أكدت ألمانيا أن نتائج التحليلات المخبرية قدّمت أدلة “قاطعة” على أن نافالني تعرّض للتسميم بمادة “نوفيتشوك” التي تم تطويرها في الحقبة السوفياتية وتؤثر على الأعصاب. وأكّدت كل من فرنسا والسويد ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية النتائج.
وشددت حكومة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي على أنها ستتشاور مع شركائها الأوروبيين بشأن الخطوات التي سيتم اتّخاذها في هذا الصدد. وأوضحت أن “أي استخدام لسلاح كيميائي هو مسألة خطيرة لا يمكن أن تمر دون عواقب”.
وأكد نافالني أنه يجب إجبار أشخاص على غرار غيرغييف، ممن يسمح لهم بالاستفادة من روسيا والاتحاد الأوروبي على حد سواء، على الاختيار بين الطرفين.
وقال “إذا كان يحب النظام لهذه الدرجة ويريد ألا تسلك روسيا المسار الأوروبي، فيجب أن يقال له: انت موسيقي موهوب للغاية لكننا لن نسمح لك بالبقاء في الاتحاد الأوروبي. بإمكانك الاستمتاع بنظام بوتين في روسيا”.
كما انتقد نافالني المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر الذي يترأس مجلس إدارة شركة “روسنفت” النفطية التابعة للدولة الروسية ويترأس لجنة حملة الأسهم للشركة القائمة على مشروع خط أنابيب “نورد ستريم”.
وقال نافالني “إنه في نهاية المطاف المستشار الأسبق لأقوى دول أوروبا. بات شرودر الآن صبي مأموريات بوتين الذي يحمي القتلة”.
وقلل شرودر الأسبوع الماضي من أهمية الاتهامات بشأن ارتباط الكرملين بقضية نافالني معتبرا أنها مجرّد “تكهّنات”.
وفي غشت، تم إجلاء نافالني إلى ألمانيا لتلقي العلاج بعدما شعر بالإعياء عندما كان على متن طائرة وقضى عدة أيام في مستشفى في سيبيريا.
وخرج بعد قرابة شهر من مستشفى شاريتيه في برلين وتعهّد بالعودة إلى روسيا لاستئناف حملاته المعارضة للكرملين فور تعافيه.
ورفضت روسيا جميع التهم بوقوفها وراء تسميمه ونددت الثلاثاء بما وصفته “سيناريو مبني على مؤامرة” تم التخطيط له مسبقا.
وأدى تسميم نافالني إلى تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، وأثر على على العلاقة مع ألمانيا خصوصا.
وأصرت ميركل على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع موسكو لكنها تبنّت لهجة أكثر حدة مؤخرا، بينما تأتي قضية نافالني بعد عام على عملية قتل وقعت في حديقة وسط برلين وقال مدعون ألمان إنها تمّت بأمر من روسيا.
وبدأت الأربعاء محاكمة مشتبه به روسيا في عملية القتل.
المصدر: الدار– أف ب