تحسين الإدماج الاقتصادي للشباب.. وقع مباشر على هذه الفئة الاجتماعية وذويها
تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة، على مستوى عمالة إقليم طرفاية، على الرفع من فرص الشغل المستهدفة للشباب، وتكييفها مع متطلبات سوق الشغل، مع ضمان ولوج أمثل لهذه الفئة لمصادر التمويل.
ولتيسير قابلية التشغيل، عملت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم على أجرأة التوجهات الكبرى للمبادرة وحسن تنزيلها ترابيا، من خلال تخصيص حيز هام للنظم المساعدة على تذليل ولوج شباب طرفاية لسوق الشغل وتحسين مهاراتهم وقدراتهم، مع التركيز على إحداث سلاسل القيمة المضافة، عبر ضمان التقائية الحوكمة على المستوى المحلي.
ولا تغفل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعد استدامة المقاولات الصغرى والصغيرة جدا، لأنها تشكل بنك فرص الشغل بالنسبة لشباب طرفاية، الشيء الذي ينطوي على مواكبة قبلية وبعدية للمشاريع، مع توجه نحو تذليل المساطر الإدارية. وأشاد أحد شباب الإقليم، ممن يعملون في مجال تسويق الأسماك، بالدور الذي تضطلع به المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم طرفاية من حيث دعم الشباب العاطلين والمنحدرين من الإقليم ومساعدتهم على الانطلاق في مقاولاتهم الذاتية وتجسيدها على أرض الواقع، “بعدما كانت مجرد أفكار ويسرت لها سبل النجاح”. وقال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه كان من أوائل الشباب العاطلين بالإقليم ممن جنوا ثمار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واستفادوا من تمويلات لمشاريعهم، مبديا أمله في أن يستفيد شباب آخرون مع توسيع قاعدة الاستفادة من حزمة المشاريع التي تقترحها المبادرة.
كما دعا إلى إبرام شراكات بين عمالة الإقليم والمجلسين البلدي والإقليمي لما فيه صالح الشباب، منوها بجهود كل السلطات العمومية التي تعمل على الحفاظ على مناصب الشغل الحالية وإحداث أخرى. وبخصوص مجال اشتغاله، أشار إلى أن المنتجات السمكية يتم نقلها في ظروف مثلى، بعدما وفرت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية العدة اللازمة لذلك (شاحنة للنقل، ومجمدات)، كما أنها تلتزم بكل المعايير الجاري بها العمل، مضيفا أنه يتم تسويق المنتجات السمكية في كل من مدن طانطان وأكادير والدار البيضاء وجل مناطق المملكة.
بدوره، قال الخدير الخلفاوي، وهو مسير مقهى ومطعم بمدينة طرفاية غير بعيد عن “كاسامار”، المعلمة التاريخية المتميزة التي تثمن إرث المدينة، إنه من ضمن الشباب العاطلين الذين استفادوا من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم طرفاية، والتي وفرت الدعم لإنجاح هذا المشروع الذي لاقى إقبالا من الساكنة.
أما أبوبكر الصبار، من شباب المدينة العاطلين، فأكد أن غاية زيارته لمنصة الشباب طرفاية تتجلى في إيداع طلب استفادة مشروعه من التمويل الذي يوفره برنامج “طرفاية مبادرة” وتقديم الشروحات الكفيلة بإنجاحه، مشيرا إلى أن الأمر يعد “بادرة جيدة للشباب حتى يجسدوا مشاريعهم على أرض الواقع”.
وبعدما استشهد بمشاريع من قبيل مشروع مقهى ومطعم وآخر لنقل البضائع بميناء المدينة، شدد الصبار على أهمية أن يتملك الشباب المبادرة، “على الرغم من قلة الفرص بالمدينة، لكنها تختزن إمكانات هامة يتعين تثمينها وترصيدها”، منوها بجهود السلطات في مجال تحسين قابلية تشغيل الشباب. وحث الشباب على “أن يبادروا وأن يهبوا لتحقيق آمالهم ومشاريعهم التي تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تجسيدها واقعيا”.
من جانبه، استعرض السالك ازرقي، رئيس تعاونية “تازغة الخير” لإنتاج الملح الطبيعي وتسويقه، مجال اشتغال تعاونيته المختصة في هذه المادة الحيوية، مشيرا إلى المراحل التي يجتازها الملح الخام من قبيل التبخر وتجمعه في أحواض يستحيل بعدها ملحا طبيعيا.
وأكد أن السنوات الأخيرة كانت شاهدة على الطفرة النوعية الناجمة عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وذلك من خلال تجسيد هذا المشروع على أرض الواقع، منوها بجهود كل المتدخلين الذين ساهموا في نجاحه وحفوه بسبل النجاح. وأشار إلى أن المبادرة وفرت البناية التي تحتضن المشروع الذي كان له كبير الأثر على الساكنة المحلية، مضيفا أنه نتيجة لتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، اضطر إلى التوقف المؤقت للعمل، لكنه سيعمل على تجاوز هذه الإكراهات والعودة لإنتاج الملح وتزويد الأسواق الوطنية بهذه المادة الحيوية.
ومن جهته، قال عبد الرحمان الشيبة، منسق برنامج “طرفاية مبادرة” وليد جمعية “طرفاية مبادرة”، إن الهيئة تهدف إلى منح قروض الشرف وتوفير تمويلات للمشاريع الصغيرة والصغيرة جدا.
وأشار إلى أن المنصة (منصة الشباب) التي تستهدف فئة الشباب من أبناء إقليم طرفاية، تشتغل بمعية شركاء يمثلون عمالة إقليم طرفاية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووكالة الجنوب ومؤسسة فوسبوكراع ووكالة التنمية الاجتماعية، من تمويل مشاريع الشباب ودعم مقاولاتهم بسبل النجاح.
وأكد حسنة الطالبي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم طرفاية، أن منصة الشباب تضم حزمة من البرامج من قبيل برنامج طرفاية، وبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الخاص بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، إضافة إلى برنامج ارتقاء وبرنامج الاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع وكالة الجنوب.
وأفاد بأن الغلاف المالي المعبأ لهذه البرامج هو 25 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نسبة 16 في المئة، مضيفا أن هذه البرامج تهدف إلى “الاشتغال على ملف رئيسي هو التشغيل الذاتي عبر منح فرصة أمل للشباب العاطل عن العمل، خصوصا في صفوف حملة الشواهد بالإقليم”.
وبالنظر إلى آثارها الإيجابية، أكد السيد الطالبي أن هذه التجارب “ناجحة وناجعة بسبب تضافر جهود مجموعة من الشركاء ممثلين في المصالح الخارجية”، مشيرا إلى أن منصة الشباب تعد “الوجهة الرئيسية لأي شاب يريد الانطلاق في سوق الشغل من خلال الوقوف على طبيعة التكوينات، وعلى طبيعة الخصاص، ثم توجيهه نحو البرنامج الذي ينسجم مع مؤهلاته وكفاءاته”.
واعتبر أن هذه البرامج شكلت، منذ سنة 2018، خطوة كبيرة لكونها تضم ستة برامج مستقلة يتم الاشتغال عليها، مؤكدا أن هذه المشاريع تستهدف أيضا فئة السجناء، “عبر الشراكة التي تربطنا مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء والموجهة نحو مجموعة من السجناء السابقين لإعادة إدماجهم سوسيو-اقتصاديا عبر مشاريع مدرة للدخل”.
المصدر: الدار- وم ع