بني ملال-خنيفرة: إحداث شركة التنمية السياحية رافعة قوية لتطوير القطاع
من الأكيد أن المصادقة على إحداث شركة “التنمية السياحية لجهة بني ملال- خينفرة” برأسمال 10 ملايين درهم، يشكل رافعة قوية لتطوير القطاع بجهة تزخر بالعديد من المقومات الطبيعية والثقافية والسياحية.
وتنضاف هذه الشركة، التي صادق على إحداثها مجلس الجهة خلال دورته العادية لشهر أكتوبر المنعقدة يوم الاثنين، لمختلف المؤسسات والهيئات الساعية للنهوض بهذا القطاع، وإدراجه ضمن المسار الاقتصادي والسيرورة التنموية الجهوية.
ومن شأن إحداث هذه الشركة، التي يساهم في رأسمالها كل من مجلس جهة بني ملال-خنيفرة ووزارتي السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي والداخلية والمجالس الإقليمية بالجهة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات والصناعة التقليدية، إنعاش السياحة داخل الحدود الترابية لجهة بني ملال-خينفرة، ولاسيما المساهمة في تفعيل الاستراتيجية الوطنية للسياحة على الصعيد الجهة، وتطوير منتوجات جديدة للسياحة، وتثمين الرصيد الثقافي والطبيعي وإنجاز مشاريع ذات الصلة.
وتتحلى أهمية هذه الشركة في الأدوار التي تتطلع للاضطلاع بها والأهداف المتوخى تحقيقها، ذات الصلة بضمان تدبير ومواكبة المنتوج السياحي، وتطوير وتدبير الوجهة السياحية خصوصا عبر الأرضية الرقمية، وتعبئة الموارد اللازمة لتحقيق التنمية السياحية، وتثمين وتدبير المنتزه الجيولوجي “جيوبارك مكون”، وتدبير جميع المشاريع السياحية التي ستنجز من قبل الجهة أو شركة التنمية السياحية أو في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، بصفة عامة مباشرة جميع العمليات التجارية والمالية والصناعية والعقارية التي لها علاقة بأهداف الشركة باستثناء تدبير الملك الخاص.
وتتوفر هذه الجهة على ثروات طبيعية وبشرية ومؤهلات فلاحية وسياحية ومنجمية مهمة، مكنتها من احتلال مكانة متميزة بين جهات المملكة.
وتحتضن الجهة، المعروفة بمواقعها السياحية الطبيعية ذات الصيت الوطني والعالمي، ومنها على سبيل المثال مواقع أوزود، بين الويدان، آيتبوكماز، بإقليم أزيلال وأكلمام أزكزا، عيون أم الربيع بإقليم خنيفرة ومنتزه “جيوبارك مكون”، المعتمد من طرف اليونيسكو، الذي يمتد على مساحة تناهز 6 كلم مربع تشمل 14 جماعة بإقليم أزيلال وجماعة واحدة بإقليم بني ملال، ويضطلع بحماية التراث الجيولوجي والطبيعي والثقافي واستثماره في الميدان السياحي.
كما تزخر الجهة بما يقارب 18 موقعا ذا أهمية بيولوجية وإيكولوجية مثل موقعي “تامكا وأوزود” بإقليم أزيلال وموقع “تيزي نايت ويرا” بإقليم بني ملال والمحمية الطبيعية بإقليم خنيفرة، فضلا عن تراثها المعماري والثقافي المتنوع والمتميز والذي يشمل القصبات والزوايا والمخازن والتراث الفني….
ولئن كانت الجهة قد عرفت تطورا كبيرا للقاعدة السياحية خلال العشر سنوات الأخيرة، غير أن هذا التطور “يبقى دون المؤهلات المتعددة” للجهة في مجال السياحة، فالقطاع يحتاج إلى تضافر الجهود لجلب استثمارات أكبر في السنوات المقبلة، كما يظل في حاجة إلى مقاربة تنموية لتأهيله وتطويره، حتى يكون رافعة للتنمية الاقتصادية بالجهة.
ويمكن القول إن إحداث هذه الشركة من شأنه تعزيز هذا التوجه عبر استثمار المؤهلات السياحية المتنوعة والجذابة لهذه الجهة والوتيرة التصاعدية للاستثمارات العمومية والخاصة التي عرفت تطورا نوعيا خلال السنوات الأخيرة قد تشكل أزمة كوفيد 19 وتداعياتها الاقتصادية عائقا حقيقيا أمام استمراره وانتظامه….
المصدر: الدار- وم ع