معهد محمد رويشة للموسيقى والرقص ينثر عبق الموروث الثقافي والفني
شكل إحداث وإطلاق الدراسة بمعهد محمد رويشة للموسيقى والرقص بخنيفرة، برسم الموسم الدراسي الحالي، حدثا ثقافيا يعكس رهانا قويا من أجل إعادة الاعتبار للموروث الفني بالمنطقة.
ويعد افتتاح المعهد، الذي يندرج في سياق المخطط التنفيذي لقطاع الثقافة (2017-2021) الذي يروم بث نفس جديد في المشهد الثقافي الوطني ، وتوفير شروط تعزيز دور الثقافة باعتبارها عنصرا أساسيا من عناصر التنمية المستدامة، تكريسا للسعي الحثيث والجهود الدؤوبة من أجل حماية وتثمين الموروث الثقافي والفني غير المادي بإقليم خنيفرة، باعتباره إرثا وطنيا يرسم الملامح الأساسية لهوية المملكة، وذاكرتها الحية، وعاملا مهما للحفاظ على التنوع الثقافي بها. كما يأتي إحداث وانطلاق الدراسة بهذا المعهد الموسيقي، في إطار حرص الوزارة الوصية على تعزيز البنيات التحتية وتوفير التجهيزات الضرورية لمعاهد الموسيقى التابعة لها، إضافة إلى توسيع شبكة المعاهد الموسيقية بمختلف جهات المملكة، وكذا تحسين وتحديث سبل التواصل وتحسين جودة الخدمات المقدمة لمرتفقي معاهد الموسيقى، مع مواصلة الارتقاء بالمعاهد الموسيقية وبالعاملين بها من أساتذة وأطر وإداريين.
وجاءت هذه اللبنة الثقافية بعاصمة زيان، لمواصلة استكمال المؤسسات الثقافية الأساسية ،بعواصم العمالات والأقاليم وبالجماعات الحضرية ، والانخراط في "سياسة المدينة" التي يبلورها القطاع الوصي، وتفعيلا للبرنامج الوطني المشترك للتجهيز الثقافي لسد الخصاص في البنيات الثقافية والاستجابة للحاجيات الثقافية للمواطنين.
بالإضافة إلى ذلك، يروم هذا المرفق تعزيز وتقوية المشهد الثقافي بالمنطقة، وذلك بتحسين الولوج إلى الثقافة سواء عبر مواصلة التوفير التدريجي للبنيات التحتية، والتجهيزات الثقافية، أو من خلال البرامج والأنشطة الثقافية التي تستجيب لشعار"الحق في الثقافة للجميع"، والتي ستتبلور ضمن استراتيجية وطنية للتنمية الثقافية بالمغرب.
ومن شأن هذا الفضاء الفني إتاحة الفرصة للشباب لمزاولة وصقل مواهبهم الفنية، والارتقاء بمستوى وعيهم الثقافي، وكذلك دعم المواهب والمبدعين، من أجل خلق بيئة قادرة على تطوير طاقات الشباب وترسيخ الهوية الوطنية.
وبلغ عدد المسجلين هذه السنة في هذا المشروع الثقافي الذي يعد أول معهد موسيقي بالمنطقة، حوالي 60 تلميذة وتلميذا، تم إعفائهم من رسوم التسجيل . ويتوفر المعهد على 9 قاعات متعددة الوسائط لممارسة جميع أنواع الموسيقى، إلى جانب قاعة للرقص وفق المعايير المعتمدة مع مستودع للملابس .
وفي هذا الإطار، أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة بني ملال- خنيفرة السيد حسن هرنان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن شريحة مهمة من شباب الاقليم تكتسب الثقافة الموسيقية والحس الفني بالفطرة، مشيرا إلى أن هذه الأخيرة ساهمت في ميلاد جيل من الفنانين خصوصا في مجال الغناء الشعبي الأمازيغي من أبناء المنطقة. واعتبر أن إحداث هذه البنية الثقافية سيساهم في تأطير الشباب المتعطش للفنون، وصقل موهبتهم الفطرية من خلال التكوين الأكاديمي والعلمي.
ومن جهته أكد السيد كمال الصغير مدير معهد محمد رويشة للموسيقى والرقص في تصريح مماثل، أن المعهد أضاف صورة مشرقة تعزز مكانة عاصمة زيان من الناحية الثقافية على غرار باقي المدن، باعتباره أساسا جوهريا في التأطير الفعلي وهيكلة الحقل الموسيقي بالإقليم وفق ضوابط علمية سواء من حيث التلقي أو الأداء مستندا على مناهج حديثة ودقيقة بعيدة عن الارتجال والعشوائية . وأشار إلى أن المعهد شهد إقبالا كبيرا من المستفيدين من فئتي الصغار والكبار بغية الحصول على تكوين هدفه الرقي وتهذيب الذوق الحسي والفني لناشئة الإقليم ليساهم بدوره في تعزيز وإغناء الخزانة الفنية إلى جانب ما تزخر به المدينة من ثرات أصيل
المصدر: الدار – وم ع