عمرو موسى يتحدث عن قضايا العرب في عهد بادين
مع الإعلان عن فوز الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، بدأ التساؤل عن موقع قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي في السياسة المرتقبة للإدارة الأمريكية الجديدة، وسط توقعات بتراجع الاهتمام بهذه المنطقة لصالح قضايا تبدو بالنسبة لواشنطن أكثر إلحاحا، مثل الصين وروسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأمريكا اللاتينية.
في هذا الحديث مع مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بالقاهرة، يسلط الدبلوماسي المصري المخضرم عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، الضوء على مدى صحة هذا التوجه وعن تصوره للنهج الذي ستتبعه الخارجية الأمريكية إزاء قضايا المنطقة.
-هل ستتراجع أهمية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في السياسة الأمريكية المرتقبة لجو بايدن، لفائدة قضايا أكثر أهمية مثل الصين وروسيا والتعاون مع الاتحاد الاوربي؟
لا أعتقد أن يكون مثل هذا التوجه دقيقا، لأن المنطقة تفرض نفسها بالنظر لأهميتها الاستراتيجية. الموضوع يجب أخذه من هذه الزاوية، والاهتمام بالمنطقة من عدمه له معايير ومقاييس مختلفة.
يجب أن نتذكر أن المنطقة تعج بالأزمات مثل ليبيا وسورية والعراق واليمن، فضلا عن إيران وسياستها وتركيا وسياستها، وكذلك الظروف والتطورات في العديد من بلدان شمال إفريقيا لاسيما ما يجري الآن في تونس.
هناك كذلك الهاجس الأمني، في ظل وجود تنظيمات وميليشيات متطرفة ومرتزقة مع ما تشكله من تهديد للأمن والسلم الدوليين.
بالمقابل أتوقع أن تكون هناك مقاربات وأساليب مختلفة في التعامل مع بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بالتأكيد سيكون هناك أسلوب مختلف تماما عن أسلوب الرئيس دونالد ترامب ، وأتوقع أن يكون هناك اهتمام أكثر مثلا بالديمقراطية وملف حقوق الانسان.
وخلاصة القول، في دولة عظمى مثل أمريكا سيكون عندها موضوع الصين أولويا وكذلك الوضع في آسيا والتطورات المهمة فيها، ولكن هذا لا يعني إطلاقا أن بقية المناطق غير مهمة ، فأمريكا دولة لديها من الآليات والإمكانيات ما يكفي لتوجيه الاهتمام لأكثر من منطقة في نفس الآن.
أثارت سياسة ترامب جدلا كبيرا في تعاملها مع القضية الفلسطينية بسبب اندفاعيتها. هل تتوقع أن يسعى خلفه لإعادة التواصل مع الفلسطينيين، وإعطاء نفس جديد لمسلسل السلام في المنطقة على أساس حل الدولتين والمبادرة العربية.
هذا ما نرجوه. ولكن بالقطع موضوع صفقة القرن لن يكون على طاولة المفاوضات ولن يكون هو الموقف الذي يدافع عنه ويدفع به الرئيس الجديد.
وهذا الأمر في حد ذاته عنصر يتعين استغلاله والتواصل بشأنه مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل ضمان مصالح الفلسطينيين.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بادر لتهنئة جو بايدن بالفوز وأعرب له عن استعداده لاستئناف التفاوض، وهذا مؤشر جيد في تقديري وتطور لافت من لدن الفلسطينيين مقارنة بموقفهم من إدارة دونالد ترامب.
توترت العلاقات بين طهران وواشنطن بشكل كبير خلال ولاية ترامب الرئاسية. هل من المنتظر أن تشهد السياسة الأمريكية مع بايدن تحولا جذريا في هذه المنطقة.
اعتقد أن الوضع سيختلف شيئا ما ولكن ليس جذريا. صحيح العلاقات بين واشنطن وطهران كانت متوترة بشكل كبير في السابق واعتقد أنه سيكون هناك تغيير طفيف في هذا الاتجاه ويمكن أن نتحدث فقط عن “علاقة متوترة” وليس شرطا أن تكون “متوترة جدا.
كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية المقبلة مع أزمات عربية مثل اليمن وليبيا وسوريا والسودان.
أنا ممن يعتقدون أنه إذا أردت من الإدارة الجديدة أن تهتم بقضاياك، فيجب عليك أن تذهب إليها وتبادر بشرح هذه القضايا. أما أن ننتظر كيف ستكون سياسة بايدن إزاء قضايانا وننتظر بالتالي ما سيأتي به القدر فهذه ليست سياسة ولن تغير من الأمر شيئا.
يجب أن يكون لدى الجانب العربي ما يقوله ويقنع به الإدارة الأمريكية الجديدة ويتحدث بشأنه معها. سواء من أجل تسوية النزاعات القائمة، او بالنسبة للبلدان الاخرى التي يجب أن تمتلك أجوبة مقنعة في ملفات تبدو في قائمة اهتمام الديمقراطيين مثل ملف حقوق الانسان والتهديدات الارهابية.
المصدر: الدار- وم ع