فرنسا: القضاء على أحد الكوادر التاريخيين للتيار الجهادي بالساحل
أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الجمعة أن قوة برخان قتلت في مالي قيادي عملياتي جهادي من الصف الأول، وهو با أغ موسى الذي وصفته بأنه “القائد العسكري” لـ”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” و”أحد الكوادر التاريخيين للتيار الجهادي في (منطقة) الساحل”.
أعلنت فرنسا الجمعة أن قوة برخان قامت في مالي بـ”تحييد” قيادي عملياتي جهادي من الصف الأول مرتبط بتنظيم “القاعدة”، وهو با أغ موسى الذي وصفته وزيرة الجيوش فلورانس بارلي بأنه “القائد العسكري” لـ”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” و”أحد الكوادر التاريخيين للتيار الجهادي في (منطقة) الساحل”.
وأوضحت بارلي في بيان أن با أغ موسى “يعتبر مسؤولا عن هجمات عدة ضد القوات المالية والدولية وكان يعد من القادة العسكريين الجهاديين الرئيسيين في مالي مكلف خصوصا تأهيل مجندين جدد”.
وأشادت الوزيرة بالعملية التي تطلبت “وسائل استخباراتية كبيرة وقوة اعتراض مكونة من مروحيات وقوات برية” شنت الهجوم على با أغ موسى.
وحسب المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية الكولونيل فريديريك باربري فإن الجنود حاولوا اعتراض سيارة البيك-آب التي كان يستقلها الجهادي مع أربعة أشخاص آخرين لم تعرف هوياتهم على بعد حوالي مئة كيلومتر من ميناكا (شمال شرق مالي).
عناصر من الكوماندوس على متن طائرات هليكوبتر مدعومين بمقاتلات…
وقال إن “الركاب المدججين بالسلاح فتحوا النار فجأة من رشاشات وأسلحة فردية”، ما استدعى الرد، موضحا أن المواجهة استمرت قرابة 15 دقيقة وقُتل خلالها الرجال الخمسة.
كما قتل عناصر من قوة برخان نحو 30 جهاديا الخميس بالقرب من نياكي على بعد 180 كلم من موبتي في وسط مالي، حسب ما أعلن الجيش الفرنسي الجمعة.
وخاض عناصر من الكوماندوس كانوا على متن طائرات هليكوبتر ومدعومين بمقاتلات “ساعات عدة من القتال على الأرض” في عملية أدت إلى “تحييد عشرات” الجهاديين، بحسب ما أعلنت رئاسة أركان الجيش الفرنسي على تويتر.
مقتل أغ موسى أكثر أهمية من مقتل عبد المالك دروكدال؟
ويبدو أن مقتل أغ موسى أكثر أهمية من مقتل زعيم تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” عبد المالك دروكدال في حزيران/يونيو في عملية في مالي. فقد كان يُعرف بلقب “باموسى” وضابطا سابقا في الجيش المالي ومن مؤسسي جماعة “أنصار الدين” الجهادية.
وكان الرجل الذي ينتمي إلى الطوارق وتعتبره الأمم المتحدة وواشنطن “إرهابيا”، شخصية أساسية في حركات لتمرد التي قام بها الطوارق في تسعينات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وقد التحق بالجيش من جديد في 1996 ثم في 2006، لكنه انشق في المرتين، الأولى لينضم إلى التمرد والثانية إلى التيار الجهادي في 2012.
وقال المركز الفكري “مشروع مكافحة التطرف” إن باموسى كان منذ 2017 “قائد عمليات” جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة زعيم الطوارق المالي إياد أغ غالي. ومنذ ذلك الحين صار التنظيم من القوى الجهادية الكبرى في منطقة الساحل إلى جانب عدوه تنظيم “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”.
ويشكل التنظيمان اللذان يتقاتلان في ما بينهما، منذ أشهر هدفا لقوة برخان (أكثر من خمسة آلاف جندي) وحلفائها الإقليميين.
الخيار العسكري يبقى مفضلا لدى فرنسا
يُعتقد أن أغ موسى هو المسؤول عن هجمات كبيرة ضد القوات المالية بما في ذلك هجوم في تموز/يوليو 2016 وآخر في مارس 2019 أسفر كل منهما عن مقتل أكثر من عشرين شخصا. وقد ورد اسمه مرات عدة في هجمات خلال 2020.
لكنه كان يتمتع في الوقت نفسه بشعبية هائلة بين الطوارق تتجاوز إلى حد كبير انتماءه إلى جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وتؤكد هذه الضربة الأخيرة أن الخيار العسكري يبقى مفضلا لدى فرنسا التي أعلنت في الأيام الأخيرة عن عمليات منفصلة ضد جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، وتنظم “الدولة الإسلامية” وأعلنت “تحييد” نحو مئة جهادي.
المصدر: الدار– أف ب