“فايسبوكيون” مغاربة يطالبون بإقالة أمكراز بعد انتقاده لقرار الملك استئناف العلاقات مع إسرائيل على قناة إيرانية
الدار / خاص
في وقت تمر فيه قضية الصحراء المغربية بتطورات مهمة، وتجني فيه مكاسب هامة على الصعيدين القاري والدولي، أبى حزب العدالة والتنمية مرة أخرى الا أن يشوش على هذه المكاسب بخرجات إعلامية سياسوية فاشلة غير محسوبة العواقب.
فعوض تكثيف الخرجات الإعلامية لإقناع الرأي العام الدولي بوجاهة الطرح المغربي في الصحراء في اطار عمل الدبلوماسية الموازية، الذي يجب أن ينخرط فيه الجميع، اختار وزير الشغل والادماج المهني، محمد أمكراز القيام بخرجة اعلامية وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ “الغريبة” عندما كال انتقادات واسعة لقرار الملك محمد السادس، القاضي بإعادة استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
و الأدهى والأمر في هذه الخطوة التي قام بها الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، محمد أمكراز، هي أنها جاءت على شاشة قناة الميادين الإيرانية؛ التابعة لحزب الله وايران، اللذان يكنان عداء كبيرا لقضية الصحراء المغربية، ويصطفان الى جانب جبهة بوليساريو الانفصالية.
ودفعت التصريحات المشوشة على قرارات المغرب السيادية، رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب الى المطالبة بإقالته فورا من منصبة الوزاري، لأنه خرق واجب التحفظ الواجب على شخصية عمومية تتقلد منصبا هاما في الدولة، مؤكدين أن “محمد أمكراز سمح لنفسه بمهاجمة بلاده في ظرف حساس من منبر قناة معادية للوحدة الترابية المغربية، مما سيعطي للخصوم الفرصة لمعاداة المملكة في قضاياها الاستراتيجية، وما أكثر المتربصين بالمغرب في هذه الأيام.
وطالب بعض “الفايسبوكيين” المغاربة وزراء العدالة والتنمية بالتريث والاستعانة بخبراء في التواصل السياسي قبل الاقدام على خرجات إعلامية طائشة، فيما كتب عمر الشرقاوي، وهو أستاذ جامعي بجامعة المحمدية على صفحته الفايسبوكية :” في ماي 2018 اصدرت الخارجية المغربية بلاغا بقطع العلاقات مع الجمهورية الايرانية والسبب تقديم إيران دعما عسكريا عبر السفارة الإيرانية في الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية، بالاضافة الى اتهام حزب الله اللبناني بتدريب عناصر عسكرية من جبهة البوليساريو الانفصالية بدعم من سفارة ايران بالجزائر. واليوم يخصص وزير في حكومة المغرب حوار مع قناة الميادين التابعة لحزب الله والممولة ايرانيا لانتقاد الموقف الديبلوماسي لبلده”.
وتساءل عمر الشرقاوي :” هل يوجد رجل دولة عاقل يعلم ان صاحب القناة وممولها يقاطعهم المغرب ومع ذلك يذهب اليهم لانتقاد موقف بلده. وحتى منين ضرب الله و بغيتي تشير على بلادك سير لقناة لا تناصبنا العداء على الاقل”.
و علق عمر الشرقاوي في تدوينة أخرى على خرجة محمد أمكراز بقناة “الميادين” التابعة لحزب الله بالقول :” العيب والخطيئة ماشي فقط يخرج وزير في قناة رسمية ايرانية لانتقاد اكبر انجاز ديبلوماسي خلال العقود الاخيرة. العيب اصلا ان يكون مثله وزيرا في زمن “تبهدلت” فيه صفة الوزير مع حزب البيجيدي”.
وتابع الشرقاوي في تدوينة أخرى :”خصك تكون سميتك امكراز باش تخرج في قناة ايرانية لكي تهاجم اتفاق مغربي امريكي وانت وزير في حكومة، وفي نهاية الشهر يمتلئ حسابك البنكي ب7 ملايين وبعد نهاية ولايتك تتمتع بمعاش وزاري ب4 ملايين. للاسف البيجيدي نجح في تتفيه وتسفيه المنصب الوزاري. طبعا لن تكون هناك ردود فعل اتجاه هذا العبث فالوزير قد ضبط في خرق للقانون وتهرب من cnss ومع ذلك ظل يخرج في عينيه”.
وسمح الوزير محمد أمكراز، لنفسه دون وخز ضمير، في تدخله على القناة التابعة لحزب الله و إيران، بمهاجمة القرارات الملكية الأخيرة في موضوع إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، مؤكدا بان شبيبة العدالة و التنمية التي يترأسها تعارض التطبيع مع إسرائيل”، متناسيا جملة وتفصيلا بلاغ الديوان الملكي، الذي كان واضحا بما فيه الكفاية قطعا للطريق أمام كل المناوئين لمكاسب المغرب.
وقال امكراز : ” موقفنا مبدئي، وواضح و ليس عليه غبار في موضوع التطبيع وفي باقي المواضيع الأخرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية، فنحن نعبر عن موقف الشبيبة التاريخي وموقف جميع المغاربة”.
ونصب وزير التشغيل والادماج المهني، نفسه متحدثا باسم جميع المغاربة، مما جر عليه انتقادات واسعة وصلت حد “المطالبة بإقالته من منصبه”، نظرا لما مارسه “من ازدواجية في الموقف واللعب بقبعتين وخاصة على قناة تابعة لدولة طالما عاكست المصالح الوطنية للمملكة المغربية.
وقال محمد أمكراز في حديثه للقناة ذات التوجه الشيعي: “وبالتالي، نحن نعبر بأريحية كبيرة عن مواقفنا، وهذا لا إشكال فيه على المستوى الوطني، ولا خلاف عليه… الشعب المغربي هو الذي أبدع شعار “من المغرب لفلسطين.. شعب واحد مش شعبين””،
وتابع قائلا “نحن نعتبر القضية الفلسطينية هي قضية ظلم واغتصاب للأرض ولحقوق أصحاب هذه الأرض، ولا يمكن للمغاربة إلا أن يقفوا مواقف حازمة في مثل هذه القضايا”. مشددا على أن “الموقف المغربي الموحد في هذه القضية ليس جديدا وليس غريبا وليس وليد اليوم”.
هذه التصريحات الصبيانية والطائشة من وزير في حكومة جلالة الملك، كان يمكن قبولها لو صدرت من جمعية أو ائتلاف يدافع عن القضية الفلسطينية، لكن أن تأتي من مسؤول حكومي، له واجب التحفظ، فهي من أكبر الحماقات التي يمكن للإنسان أن ينتظرها من وزراء حزب العدالة والتنمية، الذين يجيدون كثيرا الخروج بمواقف حربائية.
عضو المكتب الفيدرالي السابق لـحزب الأصالة والمعاصرة، خالد أشيبان، كتب تدوينة ساخرا من مداخلة الوزير أمكراز بالقناة الإيرانية، “وزير الشغل اللي كيخلصوه المغاربة من الضرائب ديالهم، واللي هو رئيس شبيبة العدالة والتنمية، اختار اليوم أنه يدوز فقناة الميادين لي كيمولها حزب الله، اللي كيدعم البوليساريو بالسلاح والتدريب، باش يهاجم قرارات المغرب ويلعب دور البطولة على حساب بلادو ومصالحها… شفتو شي خيانة كثر من هادي؟”.
وأضاف أشيبان، : “وأنا بدوري، كشاب مغربي، كنقوليك آ السي أمكراز: يلا كنتي رااااجل حط استقالتك اليوم احتجاجا على قرارات الملك والحكومة اللي أنت فيها”، منهيا تدوينته الفيسبوكية بـقوله: “ويلا ما عندكش جرعة الرجولة الكافية باش تحط استقالتك تكمش وما تديرش فراسك وفحزبك الضحك كثر ملي فيكم… والله يعطيكم غير العز حيت التتمة راك عارفها!”.قدم استقالتك”.
وعكس الذين يقولون اليوم بـ”تطبيع” المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، فبلاغ الديوان الملكي كان واضحا بما فيه الكفاية ووضع النقط على الحروف، اذ تحدث عن إعادة استئناف العلاقات مع إسرائيل، مع الالتزام في الآن ذاته بالدفاع عن القضية الفلسطينية ووضعها في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وهو أكبر رد على كل المناوئين لمصالح المغرب الاستراتيجية الذين يحاولون استغلال المكاسب التي تحققها المملكة في قضية الصحراء للعزف على وثر الخرجات الإعلامية المقيتة و السياسوية الشعبوية.