التطورات الإيجابية لملف الصحراء تفتح آفاقا سياسية واقتصادية
الدار / أسامة العمراني _ تصوير : محمد بوكيان
أفاد عباس الوردي أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بكلية الحقوق السويسي بالرباط، أن فتح القنصليات العامة والسفارت على مستوى الأقاليم الجنوبية بالمملكة، خير دليل على انفتاح الدبلوماسية المغربية على مجموعة من الأصعدة، خاصة بالنسبة للدول التي كانت لا تعرف الكثير عن كنه القضية الوطنية الأولى.
وأوضح الوردي أن هذه القنصليات العامة والسفارات أسست لبناء جسر من العلاقات الإيجابية الجديدة مع الدول الأجنبية، التي كان لها في الماضي علاقات جدرية بالمغرب، الأمر الذي ساهم في خلق هذه الثورة الدبلوماسية الحديثة.
وقال إن هذه الثورة أدت الى إماطة اللثام عن مجموعة من المغالطات التي كان يروج لها خصوم الوحدة الترابية، على رأسهم الحكومة الجزائرية وجبهة البوليساريو.
وأكد أن البعد السياسي من فتح القنصليات العامة والسفارات يتجلى في طي ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو فعلا ما تكرس في القرار الأممي الأخير الذي صدر عن مجلس الأمن، حيث تم تأكيد شرعية مشروع الحكم الذاتي المقترح من جهة المغرب.
وتابع أنه على أساس ذلك يصدق القول على أن المملكة المغربية قد نجحت في تبيان مجموع النقط العريضة لهذا المشروع، الذي نال حظا وافرا من الإجماع الدولي، إذ تم تأطيره في الخطاب الملكي السامي لجلالة الملك محمد السادس، مؤكدا فيه على أن 85 في المئة من دول العالم أصبحوا يعرفون ماهية قضية الصحراء المغربية المفتعل عليها.
ولفت الى أن البعد الإقتصادي للمشروع على المستوى الإفريقي والدولي، هو خلق رواج في المناطق الجنوبية، حيث سعى المغرب ألى إعادة بناء المنظومة الإقتصادية بالأقاليم الجنوبية.
وأضاف أن الجهة الجنوبية بما فيها عيون الساقية الحمراء والداخلة، مرتبطة بقضية وطنية مصيرية، وبالتالي المغرب خاض بطريقة مباشرة ثورة تنموية أساسها بناء وحدة البنية التحتية، وتشجيع على جذب رؤوس الأموال بشقيهما الداخلي والخارجي.
وأشار إلى أن خطاب المسيرة الخضراء، وخطاب ثورة الملك والشعب، أكد على أن التنمية يجب أن تشمل جميع جهات المملكة وعلى رأسها الجهة الجنوبية التي ستحظى بدعم وبتنمية لا نظير لها، خاصة أمام الإعتراف الدولي بما فيها الأعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على جل أراضيه.
وتابع أن على إثر توقيع المرسوم الرئاسي للرئيس الحالي دونالد ترامب على الإعتراف بسيادة المغرب على أراضيه، قام سفير الولايات المتحدة بالمغرب دايفد فيشر، بإضافة الأقاليم الجنوبية الى الخريطة الجديدة الرسيمة، إذ أصبحت أمريكا تلعب الدور الريادي الذي تضطلع به في طي صفحة الماضي، والمضي قدما في الحل النهائي لهذه الأزمة المفتعلة.
اختتم قوله بالحديث عن القوة الإقتصادية التي تحظى بها أمريكا على مستوى المنظومة الدولية باعتبارها دينامو الإقتصاد العالمي، حيث سيتفيد المغرب من بناء نموذج اقتصادي رابح رابح على أساس الإقلاع الإقتصادي المندمج والبناء.