النظام الجزائري يلعب آخر اوراقه…وظف المساجد لمهاجمة المغرب ودعم ميليشيات بوليساريو
الدار / خاص
بعدما فشل طيلة الأشهر الماضية في تزييف الحقائق وتغيير المعطيات الواقعية في قضية الصحراء المغربية عبر الألة الإعلامية التضليلية المغرضة، لجأ النظام الجزائري المترهل إلى توظيف الدين في صراعه مع المغرب.
آخر ما تفتقت عنه عبقرية النظام الجزائري هو حث أئمة المساجد، عبر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على تخصيص خطبهم لمهاجمة المملكة المغرببة من داخل أماكن العبادة في حرب خاسرة منذ البداية بسبب استنادها إلى الأكاذيب و التضليل.
ويحاول النظام الجزائري عبر وزارة الشؤون الدينبة الزج بأماكن العبادة رغم قدسيتها في صراع تحكمه أجندات سياسية مقيتة، حيث دعا خطباء المساجد إلى المقارنة و الربط بين رغبة الجزائر في السيادة على الأقاليم الصحراوية بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وفق ما جاء في وثيقة مؤرخة بتاريخ يوم أمس الخميس 17 دجنبر الجاري، والتي تحمل بصمات الجيش الجزائري.
ويتعلق الآمر بمراسلة، تصدى لها رواد مواقع التواصل الإجتماعي بكثير من السخرية و الاستهزاء، مصدرها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية ميلة التي دعت أئمة المساجد والقائمين بالإمامة قصد تنفيذ مضمونها، وأيضا إلى المفتشين قد “المتابعة”، ما يعني أن الخطباء كانوا مجبرين على مهاجمة ما تعتبره الجزائر “احتلالا مغربيا للصحراء” خلال خطبة اليوم الجمعة، بل وربط الأمر بوضع فلسطين، رغم أنه لا مقارنة مع وجود الفارق كما يقول الاصوليون.
وما يبعث على الشفقة والغثيان في تصرفات النظام الجزائري هو لجوؤه إلى لي معاني الأحاديث النبوية الشريفة، من خلال استغلال وزارة الأوقاف الجزائرية بشكل فج لحديث نبوي لحث الخطباء على هذه الخطوة، إذ جاء في الوثيقة أنها تنطلق من “يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره”.
وأكدت المراسلة أن إقدام الوزارة على هذا الأمر يأتي “نظرا للأحداث التي تشهدها الساحة الدولية من استيطان واستعمار ظلم تعيشه الشعوب المستضعفة سعيا لتحقيق مصالح آنية وعقد صفقات التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب على حساب المبادئ الإنسانية والأخوة الإيمانية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، خاصة ما يحدث في حدودنا بشأن الصحراء الغربية، وما يحدث من مشاريع الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة”.
ووصل الاستغلال السياسوي للمقدس من طرف النظام الجزائري إلى حد إجبار الأئمة على تخصيص خطبة اليوم الجمعة لما أسماه زورا وبهتانا “تنوير الرأي العام بما يحدث في الأراضي المحتلة فلسطين والصحراء الغربية، وتناول ذلك بما يجمع بين الأبعاد الدينية والإنسانية والقانونية والتأكيد على المواقف المبدئية الثابتة للدولة الجزائرية في نصرة المظلومين والقضايا العادلة، مع الدعوة إلى وحدة ورص الصفوف والتلاحم بين الشعب والجيش والمؤسسات”، بحسب ما جاء في المراسلة ذاتها.
وإذا انعمنا النظر في سلوكات النظام الجزائري سنجد أنها ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد التي يلجأ فيها النظام الجزائري إلى توظيف الدين وأماكن العبادة خدمة لأهداف واجندات سياسية مقيتة، حيث يتذكر الجميع كيف لجأ نظام العسكر في فاتح مارس من سنة 2019 وبعد أسبوع واحد من اندلاع شرارة الحراك الشعبي، الى تعميم عبر زارة الشؤون الدينية والأوقاف توجيها لخطباء الجمعة للتصدي لدعوات الاحتجاج، واستندت أيضا لحديث نبوي جاء فيه “الدين النصيحة”.
وبقدرما تؤكد هذه الخطوات تطاول النظام الجزائري على الدين، و المؤسسات الدينية، بقدرما تكشف استنفاده لجميع الوسائل في مساعيه لمهاجمة المغرب في سيادته، وأمنه واستقراره، غير أن أكبر رد على هذه الهجمات الفاشلة من النظام العسكري الجزائري، الذي يعيش أزمة خطيرة، هو حجم الالتفاف الذي قوبلت به القرارات الملكية السامية الأخيرة في ملف الصحراء، و التراكمات الدبلوماسية التي تحققها المملكة المغربية قاريا وامميا لوضع حد لهذا النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، وما القرار الأمريكي الأخير الا أكبر مثال على ذلك… فالقافلة تسير والكلاب تنبح !!!