لهذه الأسباب إستدعت إسبانيا سفيرة المغرب بمدريد بعد تصريحات العثماني حول سبتة و مليلية
الدار / خاص
بشكل مثير للاستغراب عمدت إسبانيا إلى استدعاء سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، قصد الاستفسار عن فحوى التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، لقناة “الشرق”، والتي أكد فيها أن “الجمود هو سيد الموقف حاليا” بخصوص ملف مدينتي سبتة ومليلية، مؤكدا أن “الموضوع ظل معلقا منذ 5 إلى 6 قرون مضت”.
ورغم أن تصريحات سعد الدين العثماني ليس فيها مايدعو إسبانيا إلى استدعاء السفيرة المغربية على وجه السرعة، بحكم أن تصريحاته تعبر عن الموقف الرسمي للمملكة المغربية لأن المدينتين مغربيتين محتلتين من إسبانيا، فإن مدريد تحاول الركوب على هذه التصريحات لتصريف مواقفها المعادية لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ولموقفها المعادي للقرار التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالسيادة المغربية الكاملة على كافة أقاليمه الجنوبية.
طيلة الأسابيع المنصرمة، خرجت الأحزاب الإسبانية، خصوصا حزب “فوكس” اليميني المتطرف، بتصريحات منددة بالقرار الأمريكي، معبرة عن توجسها من هذا تقارب واشنطن والرباط، معتبرة ذلك تهديدا. لمكانة إسبانيا على الصعيد العالمي.
التوجس الإسباني من التقارب المغربي-الأمريكي سيينتقل إلى وزارة الخارجية الإسبانية التي أعلنت أنه “لا مجال للانفراد” في إتخاذ القرارات في قضية الصحراء المغربية، و أنها ستسعى إلى التعددية عن طريق مفاوضات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن لتغيير الموقف الأمريكي.
وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غوانزاليس لايا، في تصريح إذاعي، أن ” حل النزاع الإقليمي لايعتمد على إرادة دولة واحدة مهما كان حجمها، وأن الحل هو بيد الأمم المتحدة”، مضيفة أن ” حكومة الاىتلاف اليساري تسعى إلى إقامة مفاوضات مع فريق بايدن، لإقامة تعددية في موضوع الصحراء؛ نظرا لأنه لا مجال للاحادية في العلاقات الدولية” على حد تعبيرها.
وأضافت المتحدثة بأن حكومة الائتلاف اليساري تسعى إلى إقامة مفاوضات مع فريق عمل جو بايدن، “لإقامة تعددية في موضوع الصحراء؛ نظرا لأنه لا مجال للاحادية في العلاقات الدولية”.
لذلك فالدافع وراء استدعاء السفيرة المغربية في مدريد من قبل الحكومة الإسبانية ليس هو تصريحات رئيس الحكومة سعد االدين العثماني، وإنما المكتسبات التي حققها المغرب في قضية الصحراء المغربية لاسيما القرار الأمريكي التاريخي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء، الذي لم تكن إسبانيا تتوقعه بالمرة.
وتناست إسبانيا أنها دولة محتلة للمدينتين المغربيتين سبتة ومليلية، كما أنها دولة استعمرت الصحراء، وجزء من هذا النزاع المصطنع حول قضية الصحراء المغربية.
وكان يفترض من اسبانيا أن تقدم على الاعتراف بمغربية الصحراء قبل الولايات المتحدة الأمريكية، بحكم أنها هي التي أرجعت الأقاليم المستعمرة إلى المغرب؛ منها إقليم طرفاية وسيدي افني، وهي التي أرجعت الأراضي الصحراوية في إطار اتفاقية مدريد.
إسبانيا التي سارعت أمس إلى إستدعاء السفيرة المغربية كريمة بنيعيش تدرك أيضا أن الأراضي الصحراوية كان فيها سكان وسلطة؛ باعترافها، مما يبرز أن مدريد تريد الابقاء على الوضع القائم في المنطقة، و الا يجد هذا النزاع المفتعل حول وحدتنا الترابية طريقه إلى الحل النهائي أبدا.