مائير بن شبات..السوسي الأصل “ورقة” نتنياهو الرابحة لتعزيز العلاقات مع المغرب
الدار / خاص
في مشهد اثار المغاربة، تحدث بن مىير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، بالدارجة المغربية أمام الملك محمد السادس، مرددا ” الله ايبارك في عمر سيدي..”، وهو ما جعل العديدون يتساءلون عمن يكون مىير بن شبات، و الذي يعد أحد المستشارين المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
رأى بن شبات النور في منطقة سوس سنة 1966، ليكون بذلك واحدا من بين نحو مليون شخص يشكلون الجالية اليهودية في إسرائيل، التي من أجلها وافق الملك محمد السادس على إعادة استئناف العلاقات مع تل أبيب.
لم يكن عمر بن شبات قد تجاوز مرحلة الطفولة عندما إنتقل إلى إسرائيل مع أسرته اليهودية السوسية المكونة من 16 فردا إلى إسرائيل بعد اقتناع والديه بوجود ضرورة دينية للانتقال إلى “الأراضي المقدسة”، وهناك ستستقر الأسرة بمدينة بئر السبع وستُلحق ابنها مائير بمدرسة “يشيفا أهل شلومو” التوراتية ليتلقى تكوينا دينيا أصوليا جعله شديد الوفاء لفكرة إقامة وطن قومي يجمع اليهود من مختلف أنحاء العالم.
التحق بن شبات بجهاز المخابرات الإسرائيلية “الشاباك” وعمل في لواء الجنوب عام 1989، وهو مستشار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومحسوب على “صقور التيار الديني القومي”. هو الابن الثاني لعائلة مكونة من 14 شخصا، وهو مرافق دائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في اللقاءات الحساسة وغالبا ما يتم تكليفه بمهمات تتسم بالسرية البالغة.
حصل بن شبات على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة “بار-إيلان”، وهو خريج برنامج المديرين وكبار المسؤولين في جامعة “تل أبيب”، ومنذ 11 نونبر 2017، عُيّن بن شبات رئيساً لـ”مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
ولمن لايعرف هذا المجلس، فهو هيئة استشارية لرئيس الوزراء والحكومة في القضايا والشؤون الأمنية، وخاصة ما يتعلق بالأمن القومي العام لـ”إسرائيل”، وقبل تقلُّده رئاسة مجلس الأمن القومي كان بن شبات رئيس المنطقة الجنوبية لجهاز الشاباك.
وتعول إسرائيل على مئير بن شبات، في استئناف الاتصالات الدبلوماسية مع المغرب، وإعادة فتح مكاتب الاتصال، لاسيما وأن الرجل يجر خلفه سجلا حافلا في القضايا الاستراتيجية والأمنية ويوصف في الصحافة العبرية بأنه الرجل ذو التأثير الواسع الذي يتجنب الأضواء، وأنه “أمين سر” نتنياهو، ويُعتبر مقرباً منه جداً، فهو مسؤول عن جميع القضايا الخارجية والأمنية، لا سيما العلاقات التي تربط “إسرائيل” بالدول الخليجية.
المقربون من الرجل، يؤكدون أن بن شبات لعب دوراً أساسياً في السياسة الإسرائيلية؛ مثل المشاركة في المحادثات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في المنطقة، والتخطيط لمواجهة التهديدات الإيرانية، وكذلك القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تعتبر “استراتيجية” بالنسبة لإسرائيل في علاقاتها الجديدة من بلدان الخليج، والمغرب.
ولفهم الثقل الدبلوماسي لمئير بن شبات، يكفي العودة الى ما كشفه موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن القناة العبرية الـ13، قبل أشهر، عندما أشار الى أن إسرائيل اقترحت على البيت الأبيض عبر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، التوسط لاعادة استئناف العلاقات والاتصالات الدبلوماسية مع المغرب.
وأشار تقرير الموقع الاخباري الإسرائيلي الى أن ميئر بن شبات نجح في تطوير علاقات مع أحد مساعدي وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، كما أشار ذات التقرير إلى أن بن شبات وبوريطة تربطهما صلات مع ياريف الباز، وهو رجل أعمال يهودي مقرب من كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر.
تجربة كبيرة دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، الى تكليف مئير بن شبات، بترأس الوفد الإسرائيلي، الذي يرتقب أن حل بالرباط امس الثلاثاء في زيارة تاريخية، الى جانب ممثل عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية ورئيس قسم الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإسرائيلية ومدير رفيع المستوى المسؤول عن العلاقات مع المغرب ومسؤولين آخرين.
الأصول المغربية لميىر بن شبات دفعته أمس إلى الحديث بالعامية المغربية ليؤكد للعالم بأسره أن التراث و الهوية اليهودية رافد من روافد الثقافة المغربية الغنية المتعددة الروافد، وهو ما بدا جليا من خلال التفاعل الذي حظيت به كلمته على شبكات التواصل الإجتماعي، والتي تؤكد أن تدبير المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل يختلف بشكل جذري عن باقي التجارب العربية.