المغرب يخصص اعتمادات مالية مهمة لتعزيز النموذج التنموي للجهات الثلاث للصحراء المغربية
الدار / خاص
في اطار تشجيع المزيد من الاستثمارات في الجهات الثلاث لأقاليمنا الجنوبية، يشمل برنامج المشاريع التنموية المهيكلة بهذه الربوع، عددا من الاستثمارات تروم بالأساس تقوية و تعزيز البنية التحتية والشبكات وتحفيز الاستثمار الخاص ودعم مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية وتثمين الثروات الطبيعية وتشجيع الثقافة على مستوى الجهات الثلاث (العيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، وكلميم واد نون).
وتتمثل قوة المشروع التنموي في شموليته وتعدد أبعاده التي تستند على ركائز رئيسية، تتمثل في إحداث أقطاب تنافسية قادرة على خلق دينامية جديدة للنمو وخلق فرص الشغل الكافية خاصة بالنسبة للشباب والنساء، وتعزيز التنمية المندمجة وتثمين البعد الثقافي بالاستناد على الحكامة المسؤولة في إطار الجهوية المتقدمة وتكريس ثقافة حقوق الانسان لتعزيز الثقة وترسيخ الديمقراطية، وضمان التنمية المستدامة وتحسين شبكات الربط بين الاقاليم الجنوبية وباقي ربوع المملكة من جهة، والدول الافريقية جنوب الصحراء من جهة أخرى.
مشاريع مهيكلة في قانون المالية لسنة 2021
وفي هذا الصدد، تم الى غاية شهر مارس 2020، بحسب معطيات مشروع قانون المالية، إنجاز 158 مشروعا بالأقاليم الجنوبية بكلفة إجمالية قدرها 11.68 مليار درهم؛ في حين يوجد 318 مشروعا قيد الإنجاز بكلفة مالية قدرها 40.64 مليار درهم.
كما خصص مشروع قانون المالية لسنة 2021 ميزانية من أجل مواصلة إنشاء الطريق السريع تزنيت-العيون، ومشروع تقوية الطريق الوطنية الرابطة بين العيون والداخلة الذي بلغ مستوى إنجازه 30 في المائة.
جهة العيون الساقية الحمراء ثانيا في حجم الاستثمارات
وتحتل جهة العيون الساقية الحمراء، المرتبة الثانية، وفقا لمعطيات مشروع قانون المالية، في حجم الاستثمارات في الجهات الـ12 للمملكة، بـ6.7 مليارات درهم، أي 29 في المائة من إجمالي حجم الاستثمارات المبرمجة، متبوعة في المركز الثاني بجهة الدار البيضاء سطات بـ5.15 مليار درهم، أي 22 في المائة من حجم الاستثمارات المبرمجة، بينما تحتل المشاريع التي تهم جهات عديدة المرتبة الأولى فيما يخص توزيع الاستثمارات حسب جهة التوطين بـ7.59 في المائة مليار درهم، أي أكثر من 32 في المائة من حجم الاستثمارات الجديدة المبرمجة.
سياسة تشييد الموانئ بالصحراء المغربية
في إطار المقاربة المغربية بالجهات الثلاث لأقاليمنا الجنوبية المؤسسة على التشييد والبناء والتنمية، في مواجهة مقاربة الانفصال والبلطجة، خصص المغرب، ضمن مشروع قانون المالية لسنة 2021، ميزانية قدرها 105 ملايين درهم من أجل مواصلة توسيع ميناء أمهيريز، الذي يبعد عن معبر الكركرات بـ80 كيلومترا ويتموقع بمحاذاة الطريق الوطنية رقم واحد في اتجاه القارة السمراء ومروراً بالجارة موريتانيا، و الذي تبلغ تكلفة إنجازه حوالي 220 مليون درهم.
الى جانب ذلك من المنتظر أن تنطلق فعليا أشغال بناء ميناء الداخلة الأطلسي بميزانية ضخمة تقدر بـ10.2 مليار درهم (ألف مليار سنتيم)، وفق ما جاء في مشروع قانون المالية الجديد.
وتعد مقاربة تشييد الموانئ بالصحراء المغربية، ضربة موجعة لمخططات الجزائر و”البوليساريو”، إذ ستتحول إلى معبر رئيسي للحركة التجارية والمدنية من وإلى القارة الإفريقية؛ ما يجعل منطقة الصحراء المغربية بوابة المملكة نحو القارة الإفريقية، كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس في عدة مناسبات، كان آخرها خطاب تخليد ذكرى المسيرة الخضراء.
التسريع بتشييد هذه الموانئ يدخل في اطار البرنامج الكبير المتعلق بتنمية الأقاليم الجنوبية 2016-2021، وفي اطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، والذي عرفت انطلاقته توقيع العديد من الاتفاقيات الإطار أمام جلالة الملك محمد السادس بتكلفة إجمالية أولية بلغت 77 مليار درهم، وقد تم رفع هذه الميزانية إلى ما يناهز 85 مليار درهم حالياً.
اشادة بسياسة جلالة الملك التنموية بالجهات الثلاث للصحراء المغربية
خلال اللقاء الذي عقده وزير الداخلية والوزير المنتدب، أمس الخميس، عن بعد مع السادة الولاة والعمال ورؤساء المجالس المنتخبة بكل من جهة العيون الساقية الحمراء، جهة الداخلة وادي الذهب وجهة كلميم واد نون، تم التأكيد على أهمية افتتاح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة التي ستسهم في دعم المشاريع الاستثمارية والتنموية بالمنطقة، فضلا عن التطرق لحصيلة المشاريع المندرجة ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.
كما أجمع رؤساء المجالس المنتخبة، في تدخلاتهم خلال هذا اللقاء، على الإشادة والاعتزاز بوجاهة الاختيارات الاستراتيجية للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، واستعدادهم، للمساهمة، كل من موقعه في إنجاح هذه المرحلة وفق عقلية جديدة بإمكانها مواكبة النقلة النوعية التي ستعرفها المنطقة التي أضحت اليوم منصة دولية وحاضنة للتنوع الاقتصادي والتنوع الثقافي.
وتم التأكيد خلال هذا اللقاء على عزم الدولة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس على التعامل مع الواقع الجديد بمقاربة جديدة قوامها التنمية الشاملة كأولوية استراتيجية، و في أفق تأهيل المنطقة لاحتضان الجيل الثاني من المشاريع التنموية، فقد تم التأكيد على أن الدولة عازمة على المضي بثبات في مواصلة تنزيل نموذج تنموي واعد، وذلك من خلال برنامج تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة 2016-2021، الذي أصبح الآن واقعا ملموسا من خلال المستويات المتقدمة لنسبة إنجاز المشاريع، حيث أن ميزانية المشاريع المنجزة أو في طور الإنجاز بلغت 60 مليار درهم، أي حوالي 80 في المائة من إجمالي الميزانية المخصصة لهذا البرنامج التنموي.
الاستثمارات الأمريكية بالصحراء..ثقة في مؤهلات المنطقة واستقرار
يعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، مدخل أساسي دفع واشنطن الى الإعلان عن حُزمة من المشاريع الاستثمارية بالأقاليم الجنوبية بملايير الدولارات عقب القرار التاريخي للرئيس الأمريكي القاضي بالاعتراف بسيادة المغرب الكاملة على صحرائه.
ومن المنتظر أن يسهم افتتاح قنصلية بمدينة الداخلة في دعم وتشجيع الاستثمار والمشاريع التنموية التي تقوم بها المملكة المغربية لفائدة ساكنة أقالمينا الجنوبية الثلاث.
وفي هذا الاطار، قال السفير الأمريكي: “نعتزم في الأسبوع المقبل إصدار سلسلة من الإعلانات التي ستسهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب في مجال التنمية الاقتصادية والتجارة، مع توطيد دور المملكة باعتبارها رائدة في المجال الاقتصادي على الصعيد الإقليمي”.
وكتب السفير الأمريكي: “لسكان الصحراء الغربية أود أن أقول ما يلي: ستقوم الولايات المتحدة بفتح قنصلية بمدينة الداخلة من أجل دعم وتشجيع الاستثمار والمشاريع التنموية التي ستحقق لكم منافع ملموسة”، مضيفاً: “لقد جئت من عالم الأعمال في الولايات المتحدة، وأنا متأكد 100 % أن للمغرب مستقبلا اقتصاديا زاهرا ينتظره ونحن في طور الخروج من جائحة كوفيد-19”.
صحيفة “نيويورك تايمز” كشفت قبل أيام أن إدارة ترامب تعتزم تقديم مساعدات مالية للمغرب تصل إلى 3 مليارات دولار من أجل القيام باستثمارات، ولاسيما في قطاعات البنوك والفنادق والطاقات المتجددة، وذلك بواسطة شركة تمويل التنمية الدولية التابعة للحكومة الأمريكية.
من جانبها، سيسرع المغرب من وتيرة الاستثمارات الدولية بالأقاليم الصحراوية خلافاً لما كان عليه الوضع في السابق، إذ سبق أن عبرت العديد من الشركات العربية والدولية عن رغبتها في الاستثمار بالصحراء، خصوصا في مجال الطاقة المتجددة والزراعة والثروة السمكية والسياحة وغيرها من القطاعات، حيث إذ وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، الجمعة، إلى تقديم عروض لبناء ميناء الداخلة المرتقب أن تنطلق فيه الأشغال سنة 2021.