مهاجمة جناح داخل “البيجيدي” لاستئناف العلاقات مع إسرائيل يكشف ارتباط الحزب بالتنظيم العالمي للإخوان
الدار / خاص
يكشف هجوم عدد من قياديي حزب العدالة والتنمية على إعادة المغرب استئناف علاقاته مع إسرائيل، حجم ارتباط هؤلاء بفلسطين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، ومبالغتهم في ذلك بشكل دفعهم الى معادة قرار سيادي لبلدهم القاضي بإعادة استئناف العلاقات مع إسرائيل.
وحرص “الجناح” المعادي داخل حزب العدالة والتنمية، لقرار المملكة إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، منذ صدور بلاغ الديوان الملكي في الموضوع، على نفث سم معاداة هذه الخطوة من خلال الكتائب الالكترونية المرتبطة بالحزب، التي لا تتوانى في مهاجمة التنظيمات والقرارات، التي لا توائم مرجعيتها، وأفكارها الدعوية المستمدة من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين.
ولفهم هذا الموقف العدائي لغالبية أعضاء حزب المصباح، يكفي الرجوع الى البلاغ الصادر عن الحزب (الذراع السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في المغرب) بعد إعلان الرباط استئناف العلاقات مع تل أبيب بوساطة أميركية، حيث حاول الثناء على القرار الذي اتخذه الملك محمد السادس، لكنه أشار في نفس الوقت إلى وقوفه “ضد الاحتلال الصهيوني ومحاولاته تطبيع علاقاته واختراق المجتمعات الإسلامية”، وهو الموقف الذي تعزز بخرجة إعلامية أثارت لغطا كبيرا قام بها الكاتب الأول لشبيبة الحزب، ووزير الشغل والادماج المهني، محمد أمكراز على قناة “الميادين” التابعة لحزب الله، والممولة من ايران، والتي تلخص، بحسب عدد من المتتبعين، ” ازدواجية المواقف الحربائيةن الذي يتخبط فيه الحزب منذ سنوات، وعدم قدرته على فك الارتباط بإيديولوجية التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي لا يتخذ مواقف برؤية استراتيجية بل بتزمت دعوي فكري يتأسس على معاداة الآخرين.
وفي وقت دفعت فيه المتغيرات الجيواسترتيجية الدّولية والإقليمية العديد من التنظيمات الاسلامية إلى مراجعة مبادئها وأفكارها لتنسجم مع رهانات بلدانها وسياساتها الخارجية، لازال عدد من قياديي حزب العدالة والتنمية متشبثين بمواقفهم، التي تتخذ من القضية الفلسطينية، مطية لدغدغة العواطف، و الظهور بمظهر المدافع عن القضية الفلسطينية، رغم أنها قضية تهم الشعب المغربي قاطبة، و قبلها المؤسسة الملكية، وهو ما عكسه بلاغ الديوان الملكي، الذي وضع النقط على الحروف في هذا الأمر بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية توجد في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية”.
خروج عدد من قياديي حزب “المصباح” للتشويش على قرار المملكة المغربية بإعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ومهاجمة أمينهم العام، ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بعد توقيعه على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل، يؤكد بالملوس أن “هذه التصرفات تقع ضمن الممارسات المعهودة للحزب المتناقضة التي ألفها المغاربة منذ سنة 2012، حيث يتشبث أعضاؤه بالحكومة، وبأجورهم السخية من ميزانية الدولة، دون قدرتهم على تحمل المسؤولية السياسية التي يفرضها التواجد بمؤسسة الحكومة، كما يكشف هذا الأمر عدم قدرة الحزب على الخروج من عباءة التنظيمات الاخوانية، التي تبني مواقفها ليس من منطق المصلحة الوطنية و الرهانات الخارجية لبلدانها بل انطلاقا مما يخدم مشروعها الإخواني.
و بمجرد اعلان إعادة استئناف الاتصالات والعلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، تحركت أذرع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين داخل حزب العدالة والتنمية للتشويش على خطوة المملكة التاريخية، التي قادها الملك محمد السادس بحكمة وتبصر، حيث أجج هذا التيار أذرعه الدعوية والنقابية والطلابية على شبكات التواصل الاجتماعي لتسفيه قرار المملكة، وشيطنة تحركات الدبلوماسية المغربية بتنسيق محكم مع باقي الحركات الاجتماعية اليسارية والإسلامية.
وبدا ذلك واضحا من خلال “الكتائب الالكترونية” لهذا التيار الداخلي “المتمرد” بحزب العدالة والتنمية، الذي تحدث عن استقبال باهت للوفد الإسرائيلي بمطار الرباط سلا القنيطرة، وكيف أن الاستقبال كان خليا من أية طقوس كما جرت على ذلك العادة في الاستقبالات الرسمية، وكذا عدم وجود أي مسؤول حكومي في المطار لحظة استقبال الوفدين الأمريكي والإسرائيلي.
ارتباط جزء كبير من أعضاء حزب العدالة والتنمية بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بقيادة أحمد الريسوني، يبدو جليا من خلال اشادة عدد من أعضاء الحزب، بالعريضة التي أطلقها الاتحاد بإيعاز من قطر وضمت علماء ومفكرين وأكاديميين مغاربة برئاسة أحمد الريسوني لمعاداة المملكة المغربية في قرارها التاريخي بإعادة استئناف العلاقات والاتصالات الدبلوماسية مع إسرائيل، وهي العريضة التي لم تلقى آذنا صاغية وتم رفضها من قبل المغاربة لانطوائها على سم الكراهية والعنف ومعاداة الآخر.
كما يتضح هذا الارتباط بين حزب العدالة والتنمية بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، في تغليف عدد من قياديي الحزب لمساعيهم السياسوية المقيتة و الدنيئة بزي الأخلاق، والتدين، والدين من خلال الاتحاد، الذي يرأسه عرابه والعضو بحركة التوحيد والإصلاح، أحمد الريسوني، و هو الاتحاد يضم في صفوفه أسماء لها سوابق في الدعوة والتحريض على التطرف والعنف والكراهية، و الارتزاق بالقضية الفلسطينية.