قنصلية أمريكا بالداخلة..عربة “دبلوماسية القنصليات” تجر قاطرة التنمية بالصحراء المغربية
الدار / خاص
ستسهم قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية العامة، التي تم افتتاحها، اليوم الأحد، بمدينة الداخلة المغربية، في دعم وتشجيع المشاريع الاستثمارية والتنموية بالمنطقة، التي ستعود بفوائد ملموسة” على الساكنة، ولا سيما سكان أقاليم الصحراء.
وستمكن هذه القنصلية الولايات المتحدة من الاستفادة بشكل أكبر من الموقع الاستراتيجي للمغرب كمركز للتجارة في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، خصوصا وأن المغرب قد أصبح اليوم، “البوابة الاقتصادية” بإفريقيا، وذلك بفضل اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع بلدان في أوروبا والشرق الأوسط والقارة الإفريقية، فضلا عن أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي تربطه اتفاقية للتجارة الحرة بالولايات المتحدة.
القنصلية العامة للولايات المتحدة الأمريكية ستضطلع بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة الأقاليم الجنوبية.
ويؤكد خبراء أن “دبلوماسية القنصليات التي ينهجها المغرب تتأسس على مقاربة اقتصادية تنموية جديدة تنتهجها الرباط، لتعزيز “سيادتها” على الإقليم، واكتساب دعم إقليمي ودولي يقوي طرحها للحكم الذاتي، كما أن افتتاح دولة لقنصلية في بلد ما، هو إقرار بسيادتها على الإقليم، بحسب القانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف 1963.
وتعد القنصلية مفتاحا لتطوير العلاقات الإدارية والاقتصادية والتعاون المتعدد الأطراف مع الدولة المعنية، كما أن فتح عدد من القنصليات الإفريقية في الإقليم يتناسب مع القانون الدولي.
ويأتي افتتاح القنصلية العامة لأمريكا بمدينة الداخلة المغربية بعد قرار أمريكا التاريخي بالاعتراف بمغربية الصحراء، حيث تشكل القنصلية مدخلا أساسيا دفع واشنطن الى الإعلان عن حُزمة من المشاريع الاستثمارية بالأقاليم الجنوبية بملايير الدولارات.
وفي هذا الاطار، قال السفير الأمريكي ديفيد فيتشر في تصريح سابق للصحافة : “نعتزم في الأسبوع المقبل إصدار سلسلة من الإعلانات التي ستسهم في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب في مجال التنمية الاقتصادية والتجارة، مع توطيد دور المملكة باعتبارها رائدة في المجال الاقتصادي على الصعيد الإقليمي”.
وكتب السفير الأمريكي: “لسكان الصحراء الغربية أود أن أقول ما يلي: ستقوم الولايات المتحدة بفتح قنصلية بمدينة الداخلة من أجل دعم وتشجيع الاستثمار والمشاريع التنموية التي ستحقق لكم منافع ملموسة”، مضيفاً: “لقد جئت من عالم الأعمال في الولايات المتحدة، وأنا متأكد 100 % أن للمغرب مستقبلا اقتصاديا زاهرا ينتظره ونحن في طور الخروج من جائحة كوفيد-19”.
كما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” قبل أسابيع أن إدارة ترامب تعتزم تقديم مساعدات مالية للمغرب تصل إلى 3 مليارات دولار من أجل القيام باستثمارات، ولاسيما في قطاعات البنوك والفنادق والطاقات المتجددة، وذلك بواسطة شركة تمويل التنمية الدولية التابعة للحكومة الأمريكية.
من جانبها، سيسرع المغرب من وتيرة الاستثمارات الدولية بالأقاليم الصحراوية خلافاً لما كان عليه الوضع في السابق، إذ سبق أن عبرت العديد من الشركات العربية والدولية عن رغبتها في الاستثمار بالصحراء، خصوصا في مجال الطاقة المتجددة والزراعة والثروة السمكية والسياحة وغيرها من القطاعات، حيث إذ وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، الجمعة، إلى تقديم عروض لبناء ميناء الداخلة المرتقب أن تنطلق فيه الأشغال سنة 2021.