بعيدا عن الصحافة.. “بيجيدي” القنيطرة يخصص لقاء للنساء فقط لتقويم ضعف الأداء السياسي لنساء الحزب
الدار/ عفراء علوي محمدي – تصوير: منير الخالفي
اعترفت بثينة القروري، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، بضعف الأداء السياسي لنساء الحزب، وعدم اهتمام الهياكل الحزبية، في المركز كما الجهات، بأدوار المرأة الطلائعية في العمل السياسي والحزبي، وذلك خلال كلمتها في لقاء نسوي محظ، عقدته اللجنة النسوية للكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية بالقنيطرة، اليوم الأحد، حول موضوع "المرأة وتحديات بناء الديمقراطية"، بحضور نساء الحزب بالمنطقة.
وقبل أن يجد موقع "الدار"، نفسه مطرودا من الاجتماع، بحجة أن اللقاء يخص عضوات الكتابة المحلية فقط، وأن "الوقت حان ليناقش العضوات الأفكار المطروحة بسرية تامة"، استعرضت البرلمانية على الحاضرات، تاريخ الحزب و"أمجاده"، وذكرت بالمحطات التي مر بها، بدء بنشأته بعد الاستقلال، وصولا إلى فوزه بمقعد رئاسة الحكومة لولاية ثانية، قائلة إن الحزب "قطع أشواطا مهمة في مسار الديمقراطية، واستطاع الظفر بثقة المواطنين"، على حد تعبيرها.
وشددت البرلمانية الإسلامية، في اللقاء الممنوع على الرجال والمغلق في وجه الصحافة، على وجوب مساهمة النساء، وبدورهن، في هذا النجاح، جنبا إلى جنب مع الرجل، لأن "النساء لهن دور مهم في المؤسسات التمثيلية، وهدفنا أن يكون عندنا عدد من النساء الفاعلات في المجال السياسي، من أجل البناء الديمقراطي السليم".
وفي حديثها عن نظرية المؤامرة كعادة أعضاء "البيجيدي" في مختلف الأنشطة، أكدت البرلمانية أن حزب العدالة والتنمية "مستهدف من قبل مختلف الهيئات والمؤسسات، حيث كسب ثقة المواطنين، في استحقاقين تشريعيين، ولأن يده بيضاء، استطاع الفوز بسهولة، كما أن الناخبين أرادوا تجريب حزبنا، لأن لم يحظى قبلا بفرصة تدبير الشأن العام".
وحاولت البرلمانية أن تقنع نساء حزبها بأن نية الحزب في الإصلاح هي التي تجعل الهيآت والأحزاب أخرى تتربص به، معتبرة أن ذلك مناقض لمبادئ الديمقراطية، وأن هذه الأحزاب "عميلة للمخزن الذي يريد إضعاف الحزب".
وفي سياق منفصل عن موضوع اللقاء، وجهت القروري أصابع الاتهام لحزب الأصالة والمعاصرة، لكونه "حزب الدولة الذي تشكل في ظروف غير ديمقراطية، وجاء ليحارب "البيجيدي"، ويقضي على المسار الديمقراطي"، على اعتبار أن "منذ سنة 2008 التي شهدت تأسيسه، عرف المسار الديمقراطي تقهقرا ملحوظا".
وحول السبب الذي جعل من الكتابة الإقليمية تعقد اجتماعا مغلقا مع نساء الحزب دون الرجال، أكدت القروري، في تصريحها لموقع "الدار"، على هامش اللقاء، أن النساء يرتحن في الحديث عن "أمور تشغل خاطرهم بعيدا عن الجنس الخشن، في خصوصية وحميمية"، إلى أنها سرعان ما غيرت رأيها في الاجتماع، بعد أن طالبت من الحاضرات "عدم التواري إلى الظل، والخجل عند طرح الرأي، بل التقدم والدفاع عن الفكرة بكل ثقة في النفس وأمام الجميع".
وفي تناقض صارخ آخر، يظهر بعض عدم اليقين، أكدت البرلمانية الإسلامية على ضرورة التخلي، شيء ما، عن المواقف الإسلامية التقليدية، التي تكرس التمييز بين المرأة والرجل، وتجعل هذا الأخير في مركز القائد دائما، بينما تحتم على المرأة الانسحاب والاستحياء، في الوقت الذي قالت، في تصريحها للموقع، إن الحزب لا ينوي التخلي عن مبادئه الإسلامية، "لأنها الأكثر نجاعة واستجابة لتطورات العصر".
وفي ختام حديثها، أوردت القروري أن المرأة السياسية، بصفة عامة في مهمتها السياسية "كانت دائما مناضلة إلى جانب الرجل، وفي صلب قضايا المجتمع، لكنها في مرحلة قطاف الثمار لا تستفيد من شيء، على عكس الرجل الذي يظفر بمناصب متقدمة ورتب صناعة القرار".
وزادت البرلمانية، "يجب تفعيل مبدأ لمناصفة والمساواة، ومنح الفرص للمرأة لتثبت قدراتها، وتساهم في الديمقراطية، مع العمل على تحسين أدائها، وليس إشراكها لتأثيث المشهد السياسي فقط".