مدريد تتمسك بموقفها من الصحراء رغم دعوات بوريطة والتأجيل يهدد القمة الثنائية
الدار / خاص
اختارت وزيرة الخارجية الاسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، التهدئة من حدة التصريحات التي أطلقتها بعض الأحزاب السياسية الاسبانية في محاولة لـ”تسميم” علاقات الرباط ومدريد، حيث جددت أرانشا التأكيد على أن “العلاقات بين المغرب واسبانيا “وثيقة وفي أفضل أحوالها”.
ولم تخف رئيسة الدبلوماسية الاسبانية وجود نقاط خلاف بين الجارين، لكنها شددت بالمقابل على أنه كما هو الحال في جميع نقاط الخلاف” تتم مناقشتها بنضج، بين شريكين تربطهما “علاقة وثيقة للغاية”.
وبخصوص موعد القمة الثنائية المرتقبة بين المغرب واسبانيا، التي تم تأجيلها الى موعد لاحق، قالت أرانشا غوزاليس لايا، انه لا يوجد موعد حتى الآن لانعقاد القمة، مشيرة الى أن “الأولوية” حاليا هي لمكافحة الموجة الثالثة من فيروس “كورونا” المستجد “كوفييد19”.
وعلاقة بموضوع الصحراء المغربية، أوضحت غونزاليس لايا على أن إسبانيا تريد “حلًا عادلًا ودائمًا” لقضية الصحراء، وهو ما يقتضي، على حد تعبيرها، ” التعجيل بتعيين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لمبعوثه الخاص في أقرب وقت ممكن بهدف “توجيه الحوار” لحل هذا النزاع”.
هذا الموقف من قضية الصحراء، يأتي عقب الدعوة التي أطلقها ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قبل أيام، والتي دعا فيها الدول الأوروبية، خاصة، إسبانيا، إلى اتباع موقف أمريكا، أو على الأقل دعم مقترح الحكم الذاتي.
ويبدو أن اسبانيا لازالت متمسكة بموقفها الذي يتلخص في ضورة البحث عن حل “سياسي وعادل ودائم ومتفق عليه” للنزاع تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة، وفق قرارات مجلس الأمني الدولي، ما يعني أن الجارة الايبيرية لازلت تفكر بمنطق ما قبل تحرير معبر الكركرات والاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
موقف مدريد اذن، بخصوص قضية الصحراء، لا يرقى إلى مستوى التطلعات المغربية، والدعوة التي وجهها ناصر بوريطة عندما أوضح أن “المغرب ينتظر من الاتحاد الأوروبي موقفا أكثر إيجابية من نزاع الصحراء والتفاعل مع التطورات الأخيرة، بحيث طلب من الأوروبيين الانخراط في الدينامية الدولية التي أطلقها الدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي”.
من جهة أخرى، أكدت وزير الخارجية الاسبانية، على ضرورة تعزيز الحوار مع جميع دول المنطقة المغاربية، وإجراء مشاورات سياسية واجتماعات رفيعة المستوى مع دول المغرب العربي، ولا سيما مع المغرب والجزائر”.
ويوجد المغرب ضمن أولويات وزارة الخارجية الاسبانية في سنة 2021، حيث يحضر في القسم المغاربي الخاص بأولوية الوزارة، كما تشير الى ذلك وثيقة الرئاسة للحكومة الاسبانية.