كثيرة هي المجموعات التي يتم إنشاؤها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، لتناول قضايا تشغل بال مختلف الفئات الاجتماعية، ولتقاسم المعلومات حول كل ما يرتبط بالحياة اليومية، غير أن المجموعات المتميزة والمؤثرة تبقى قليلة، حيث يظل إشعاع غالبيتها محدودا، وقد يختفي بعضها بعد مدة وجيزة. والواقع أن هذه المجموعات الافتراضية، مجانية الولوج وسهلة الاستخدام، أصبحت تحظى بإقبال كبير من طرف مختلف شرائح المجتمع باعتبارها فضاء لطرح قضايا متنوعة وإبداء الآراء حولها بكل حرية، والتواصل مع أشخاص يتقاسمون معنا نفس الاهتمامات من كل بقاع العالم، وربط علاقات شخصية ومهنية، فضلا عن استخدامها للترويج للسلع والخدمات ولغايات تعليمية أيضا.
وفي خضم الكم الهائل من المجموعات المغربية على فيسبوك، سواء تلك التي تتوخى الربح أو ذات الأهداف الاجتماعية المحضة، برزت، خلال السنوات الأخيرة، مجموعة “الرائعة” “La Superbe” التي فرضت نفسها بقوة، ونجحت في أن تصبح منبرا للنساء المغربيات لتقاسم انشغالاتهن، والتعريف بالقضايا التي تهمهن في فضاء تنبعث منه روح التقاسم وقيم المشاركة بين عضواته البالغ عددهن حاليا أزيد من 667 ألفا.
هي مجموعة نسائية مائة بالمائة، أنشأتها إلهام الشادي سنة 2015، لتشكل فضاء افتراضيا يجمع النساء المغربيات من داخل وخارج أرض الوطن، من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، وتنتمين لعوالم مختلفة، إضافة إلى ربات البيوت.
فكل النساء والفتيات مرحب بهن وبتجاربهن في الحياة ومساهماتهن في حل المشاكل التي تعترضهن حياتيا ومهنيا. تقول إلهام الشادي،، إن الدافع الأكبر الذي حفزها على إنشاء هذه المجموعة هو نشر الإيجابية وتحسين أوضاع “الرائعة” وتوعيتها بما لها وما عليها من حقوق وواجبات والأخذ بيدها نحو الطريق الصحيح، من خلال النصائح التي يقدمها لها مختصون في مجالات شتى، وعبر نشر تجارب حية لنساء المجموعة بهدف تحفيز باقي العضوات على الخروج من صمتهن ومواجهة مشاكلهن بكل شجاعة.
وعن السر الذي جعل نساء تنتمين لفئات اجتماعية وعمرية مختلفة تلتحقن بالمجموعة، أكدت أن المشاركة الصادقة للتجارب والتلقائية في التعاليق وروح التضامن السائدة بين عضواتها هي الركائز الأساسية التي تستند عليها هذه المجموعة لتقوية حضورها يوما بعد يوم.
وأضافت الشادي أن المضامين والقضايا التي تتقاسمها هؤلاء النسوة، بشكل عام، داخل المجموعة “هي كل قضية فيها تاء التأنيث باعتبارها القاسم المشترك بين الرائعات”، وكذا كل ما يتعلق بنجاح المرأة في جميع مجالات الحياة، مبرزة أن مسيرات المجموعة تعملن على إغناء النقاش من خلال استضافة اختصاصيين متطوعين (أطباء، مدربون، دكاترة) عبر لقاءات مباشرة (لايف) سواء في المجال الصحي أو الاجتماعي أو النفسي أو المهني، لتناول مواضيع متنوعة، يدخل بعضها في إطار الطابوهات.
كما يتم بصفة منتظمة، تقول مؤسسة المجموعة، إطلاق تحديات “تشالنج” تتناول مواضيع معينة تشارك فيها كل رائعة بتجربتها الخاصة، مشيرة إلى أنه من أبرز التحديات التي عرفت مشاركات مكثفة : #الزواج ـ المختلط، #الرائعة – المقاولة# قصتي مع الباك، #التنمر، #الرائعة_والبطالة، وغيرها من المواضيع التي عرفت تقاسم العديد من النساء لتجاربهن وتقديمهن لنصائح سديدة حتى تكن عبرة لباقي أفراد المجموعة.
وآخر هذه التحديات زمنيا، هو تشالنج : #هي_بخير، والذي أكدت إلهام الشادي أن الهدف منه هو إبراز قوة المرأة المغربية في مواقف متنوعة، موضحة أن كل “رائعة” ستتحدث على مدى شهر (مدة التحدي)، عن الاستفادة التي جنتها من متابعتها للمشاركات واطلاعها على تجارب باقي الرائعات وكيف ساعدتها المجموعة على التغيير للأفضل، “وهو ما سيمكننا من رصد مدى أهمية المجموعة في حياة كل سيدة وفتاة منخرطة فيها”.
المصدر: الدار- وم ع