مشاركة المغرب في قمة رؤساء مجموعة دول الساحل الخمس يثير حنق النظام الجزائري
الدار / خاص
يبدو أن النظام العسكري الجزائري، الذي يعيش هذه الأيام على وقع بروز مؤشرات “حراك” شعبي جديد، منزعج كثيرا من خطوة مشاركة المغرب في قمة رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس، التي انعقدت في العاصمة التشادية أنجامينا يومي 15 و 16 فبراير الجاري.
الانزعاج الجزائري مرده الى أن بعض المراقبين اعتبروا أن مشاركة المملكة في هذه القمة يعطي الانطباع الى أنها قد تنخرط عسكرياً في الحرب التي تقودها فرنسا ضد المجموعات المسلحة في المنطقة، في وقت ترفض الجزائر المشاركة في هذه العمليات العسكرية.
حنق النظام الجزائري من المشاركة المغربية في القمة، يمكن ملامسته من خلال تقرير لصحيفة L’Expression اليومية، التي كتبت أن المشاركة المغربية في قمة نجامينا تثير “الشكوك”، لأن “المغرب ليس عضوا في دول الساحل الخمس، ولا معنيا بالقضايا الأمنية التي تهم المجموعة.
واعتبرت الصحيفة المقربة جدًا من الحكومة الجزائرية، أن فرنسا هي التي تقف وراء دعوة المملكة للمشاركة في قمة دول مجموعة الساحل الخمس، التي مثل فيها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، الملك محمد السادس إلى جانب قادة القوى الدولية.
واستطردت الصحيفة ذاتها : “لا داعي للبحث عن إجابة لأن فرنسا تقود مجموعة دول الساحل الخمس، وهي التي تملك كل المفاتيح”، مشيرة الى أنه في هذه الحالة يظهر وجود المغرب كخيار وموقف مؤكد لصالح المملكة المغربية وعلى حساب الجزائر”.
ذات المنحى سارت عليه صحيفة “الشروق” اليومية الناطقة بالعربية، المقربة من عسكر قصر “المرادية”، التي رأت في المشاركة المغربية في القمة المذكورة مؤشرات ورسائل من المغرب عن إمكانية انخراطه عسكرياً في حرب فرنسا في منطقة الساحل غرب إفريقيا، على الرغم من أن المغرب لا علاقة له بالمنطقة أصلاً ولا توجد له حدود مع أي من دولها الخمسة”، تضيف الصحيفة.
الانزعاج الجزائري من التحرك المغربي، دفع الجزائر الى استباق انعقاد قمة نجامينا، بتنظيم اجتماع لقادة جيوش تمنراست التنسيقية بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر يوم الخميس 11 فبراير الجاري في باماكو، كما أن الرئيس عبد المجيد تبون، ندد خلال خطابه في 10 أكتوبر 2020، أمام قادة الجيش، بتدخل المغرب في الملفين المالي والليبي.
وحضر القمة رؤساء مجموعة دول الساحل الخمس، وهي: موريتانيا، ومالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، وتشاد، بينما شارك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماركون، عبر تقنية الفيديو.
دعم ، و انخراط المملكة المغربية إلى جانب دول الساحل الخمس وباقي دول المنطقة، في “التصدي للأخطار التي تتهدد مستقبلها”، ليس وليد اليوم، بل ساند المغرب على الدوام هذه البلدان، وهو ما تجسد من خلال تعهد المملكة خلال دورة هذه السنة، بدعم “معهد الدفاع” لمجموعة دول الساحل الخمس بنواكشوط، وتكوين الضباط المنتمين لدول الساحل في المعاهد العسكرية المغربية.