بنكيران وأعراض”متلازمة التناقض”..الحكومة لا تمثل الدولة ونحن مع التطبيع وضده
الدار / خاص
في الوقت الذي أشاد فيه دافيد جوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، بحفاوة المغاربة، قائلا في مقابلة صحفية قبل أيام :“نلتقي بناس. يشخصوننا من إسرائيل وفورا يقولون لنا: هذه بلادكم”، اختار رئيس الحكومة الأسبق، عبد الاله ابن كيران، مهاجمة الدبلوماسي الإسرائيلي، في كلمة منشورة على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، أمس الخميس، وذلك خلال لقاء جمعه بأعضاء المكتب الوطني لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب.
وقال ابن كيران في ذات اللقاء: “ديفيد غوفرين “صار يفتي فينا وقال إننا ضد التطبيع لكننا سنألف الأمر، ونحن نقول له هذا لن يحدث ويوم تتعاملون مع الفلسطينيين كما نتعامل نحن مع اليهود حينها يكون هناك حديث آخر”.
هذا التصريح للأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، أظل الطريق بشكل واضح، على اعتبار أن حزبه هو من يترأس الحكومة اليوم، وأمينه العام، سعد الدين العثماني، هو من وقع على الاتفاق الثلاثي مع إسرائيل، كما أن عبد الاله ابن كيران يناقض نفسه بنفسه كما ألف ذلك، عندما تحدث في ذات اللقاء على أن “الحزب تفهم إعادة استئناف العلاقات مع إسرائيل، وانضبط لقرار اتخذه الملك في إطار صلاحياته ومن أجل مصلحة البلد”، قبل أن يعود ليتنصل من كل ذلك.
عبد الاله ابن كيران، الذي عرفه المغاربة متناقضا في مواقفه لا يستقر على حال، دخل في هذا اللقاء في سلسلة من التناقضات النفسية، تشي بأن الرجل يعاني ربما من هلوسات وأعراض “متلازمة التناقض”، فهو يقول الكلام ويستتبعه بنقيضه في نفس الوقت، وهو ما تجلى في قوله بأن ” موقف حزب العدالة والتنمية من قضية التطبيع إن حدث يجب أن يكون بعيدا عن ضغط قرارات الدولة وأن يحكمه الإقناع”، وهو ما يناقض كلامه الذي قال فيه بأن الحزب يضع مصلحة الدولة ومصالحها فوق كل اعتبار، وبأنه مع قرارات الملك فيما يخص الشؤون الخارجية.
بعد ذلك سيعود رئيس الحكومة الأسبق كما اعتاد ذلك، ليناقض ما قاله، ويحاول الاختباء وراء الدولة، مؤكدا أن “الحكومة تبقى بعيدة على أن تمثل كل الدولة، و الحكومة ليست كل شيء لأن هناك مؤسسات تظهر أو لا تظهر لها وزن في المغرب”.
مثل هذه التصريحات هي التي تنفر في واقع الأمر المغاربة من حزب العدالة والتنمية، الذين دخلت قياداته منذ الحكومة الأولى في سلسلة من “التناقضات النفسية” الصارخة، حيث يضعون رجلا في الحكومة، ورجلا في المعارضة، غير مستوعبين للسياق، و لآدبيات العمل السياسي، خاصة عندما يتعلق الأمر بمصالح الدولة.
فقد كان حريا لرئيس الحكومة الأسبق، عبد الاله ابن كيران، أن يعلن عن موقف حاسم من قضية إعادة استئناف المغرب لعلاقاته، واتصالاته مع إسرائيل، وينهي الأمر بشكل نهائي، عوض أن يخرج كل مرة بخطابات تزيد الالتباس والغموض فيما يخص المواقف الحقيقية لهذا الحزب من مصالح المغرب الخارجية.
فبالرغم من أنه يؤكد أن إدارة ملف العلاقات الخارجية من اختصاصات الملك التي لا يجب منازعتها، بل ينبغي التعاطي معها بشكل إيجابي في كل اختياراتها لأنها تصب في مصلحة الوطن، فخرجته الإعلامية لأمس الخميس تناقض هذا الموقف، والا فما معنى أن يقول بأن “الحكومة تبقى بعيدة على أن تمثل كل الدولة، و الحكومة ليست كل شيء لأن هناك مؤسسات تظهر أو لا تظهر لها وزن في المغرب”.