جدل كبير بسبب رئاسة ولد الرشيد للقاء دبلوماسي بموريتانيا رفقة بركة
الدار/ عفراء علوي محمدي
بعد نزاعات حامية نشبت بينه وبين الأمين العام السابق لحزب الاستقلال، حميد شباط، لمحاولته الانقلاب عليه، وتعبئة مجموعة من الاستقلاليين ضده، وعلى رأسهم ياسمينة بادو وكريم غلاب، القياديان البارزان في الحزب، استغرب متتبعون كثر بروز العضو الاستقلالي الصحراوي، حمدي ولد الرشيد، من جديد للواجهة، في مراسيم افتتاح المؤتمر الوطني الثاني لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وهو الحاكم في موريتانيا.
اللقاء الذي شارك فيه مجموعة من القادة الاستقلاليين، برئاسة الأمين العام الحالي، نزار بركة، أول أمس السبت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، جاء حسب محللين، "لتصحيح الخطأ الديبلوماسي الفادح الذي اقترفه شباط في عهد رئاسته للحزب، بعد أن أقر بأن الأراضي الموريتانية تابعة للمغرب، ويحق لهذا الأخير اقتحامها لاستردادها".
وحسب مصادر عليمة، بدا بركة منسجما مع مداخلة القيادي الصحراوي لسياسة شباط، الذي تحدث عن أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين موريتانيا والمغرب، بينما كان في السابق يتستر عن مسألة انتمائه للتيار المعارض للأمين العام السابق، ويتعمد عدم حضور اجتماعات أنصار ولد الرشيد على الرغم من تلقيه لدعوة الحضور، في محاولة منه لإمساك العصا من المنتصف، والظفر بثقة التيارين معا.
ونشر حمدي ولد الرشيد، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تدوينة يتحدث فيها عن مشاركته بأشغال افتتاح المؤتمر، حيث قال إنه حضر بدعوة رسمية من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني، كرئيس لأعضاء اللجنة التنفيذية، قبل أن يعدلها بعد ذلك المنشور، ويحذف عبارة ترؤسه للأعضاء.
وحسب متتبعي الموقع الأزرق، يبدو أن أعضاء حزب "الميزان" تنكروا لزعيمهم السابق، وضربوا رغبته في "استعمار" موريتانيا عرض الحائط، بل وأصبحوا يحاضرون في مسألة تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا بمعية "عدوه اللدود".
من جهة أخرى، اعتبر بعض المعلقين أن عبارة "رئاسة الوفد" ليست عفوية، وأن ولد الرشيد في واقع الأمر "هو الرئيس الفعلي لحزب الاستقلال، بينما يعتبر نزار بركة مجرد أمين عام يؤثث الواجهة".
المنشور فتح نقاشات حامية على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تسائل معلقون عمن يقود حزب الإستقلال، وما إذا كان نزار البركة قد صار مجرد أمين عام شكلي، أو أن صراعا برز بين هذا الأخير وبين ولد الرشدي المتحكم الفعلي بالحزب.
وتعتبر الزيارة التي قام بها وفد حزب الاستقلال لموريتانيا ذات أهمية بالغة، نظرا للخطأ الديبلوماسي الذي اقترفه الأمين العام السابق للحزب مع البلد الجار، ومناسبة لإصلاح الحزب لهذا الخطب وتداركه، من خلال حمل بركة لرسالة ملكية إلى العاهل الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز.
كما تأتي الزيارة بعد أقل من أسبوع من استقبال الأمير مولاي رشيد للمبعوث الخاص للرئيس الموريتاني، سيدي محمد ولد محمد، الذي حمل بدوره رسالة إلى العاهل المغربي.