تتجه أنظار عشاق كرة القدم الوطنية، يوم الأحد المقبل، صوب ملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، الذي سيحتضن قمة كروية بين قطبي كرة القدم المغربية الوداد والرجاء برسم الدورة ال10 من البطولة الوطنية الإحترافية “إنوي”، تعد بكثير من الندية والإثارة إذ تجمع بين متزعمي الترتيب الطامحين للانفراد بالصدارة وتكريس الريادة.
وبالرغم من أن النسخة ال129 للدريبي البيضاوي ستجرى خلف أبواب موصدة التزاما بالإجراءات الصحية التي فرضتها جائجة “كوفيد -19″، يتطلع عشاق المستديرة الوطنية عموما والبيضاوية على وجه الخصوص إلى معاينة طبق كروي متميز، بين المتصدرين، يجمع بين الفرجة والمتعة، ويكون بالتالي في مستوى المواجهات التاريخية التي حقق خلالها الرجاء 36 فوزا مقابل 30 للوداد، فيما تعادلا في 62 مناسبة منذ أول لقاء جمع بينهما سنة 1957.
وتأتي مواجهة الأحد المقبل في ظل ظرفية مواتية للغريمين التقليديين المنتشيين بنتائجهما الإيجابية في المنافسات القارية، بعد تأهل الوداد إلى ربع نهاية عصبة الأبطال الإفريقية، فيما تربع فريق الرجاء على صدارة المجموعة الرابعة بفوزين، في كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
ويعيش الوداد، الفريق المضيف، على إيقاع نجاعة هجومية متميزة لخطه الأمامي بقيادة الثلاثي أيوب الكعبي والليبي مؤيد اللافي والتنزاني سيمون مسوفا بتوقيعهم 18 هدفا في مختلف منافسات الموسم الحالي، وهو المعطى الذي يراهن عليه الاطار التقني التونسي فوزي البنررتي لتحقيق نتيجة الفوز والانفراد بالصدارة.
كما يعول البنزرتي على كرسي الإحتياط المتميز الذي يتوفر عليه الفريق الأحمر سواء على مستوى خط الدفاع أو في وسط الميدان وحتى الهجوم، وهو ما يضع أمامه قاعدة اختيار موسعة من اللاعبين تمكنه من اعتماد أساليب تكتيكية مختلفة وفقا لمجريات اللعب.
من جهته، يطمح فريق الرجاء الرياضي استثمار صحوته الأخيرة في منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم للتوقيع على مباراة متميزة ضد الغريم الأحمر سيما و أن فريق القلعة الخضراء سيكون مكتمل الصفوف مع عودة المايسترو محسن متولي وجاهزية عبد الاله حافيظي وفعالية الهداف الكونغولي بين مالنغو.
وسعيا منه لإسكات أصوات منتقديه التي تعالت في الآونة الأخيرة، سيعمل مدرب الرجاء، جمال السلامي، على مواصلة سلسلة نتائجه الخالية من الهزائم في مباريات الديربي أمام الوداد، منذ توليه الإشراف على الجهاز التقني للفريق، خلفا للفرنسي باتريس كارتيون، حيث خاض الاطار الوطني ثلاث مباريات ديربي، فاز في واحدة بهدف نظيف سجله حميد أحداد في ذهاب الدوري الموسم المنصرم وتعادل في مباراتين أحداهما بإياب الدوري الموسم الماضي، ما مكنه من التتويج بدرع البطولة، بفارق نقطة عن الوداد، وحقق تعادلا تاريخيا بطعم الفوز في ديربي الريمونتادا (4-4)، الذي مكنه من التأهل لربع نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال (البطولة العربية)، بعدما كان منهزما بفارق 3 أهداف قبل ربع ساعة على نهاية المباراة.
وعلاوة على الديربي الحارق بين الوداد والرجاء، ستكون الجولة العاشرة من البطولة الوطنية الاحترافية حبلى بمواجهات قوية لعل أبرزها اللقاء الذي سيجمع بين فريق أولمبيك آسفي ،صاحب المركز الثالث، الذي يبصم على حضور جيد في منافسات البطولة وفريق نهضة بركان، المتراجع إلى الصف الثامن، والذي يعاني حاليا من أزمة نتائج، وسيحاول وضع حد لنزيف النقط خاصة بعد تعاقده مع المدرب بيدرو بن علي للاشراف على تديربه خلفا لطارق السكيتوي.
ومن أقوى مباريات الدورة أيضا، المواجهة التي ستجمع فريق اتحاد طنجة بفريق الجيش الملكي، اللذان يتقاسمان الرتبة الرابعة ب13 نقطة، وخلالها سيعمل فارس البوغاز ،المنتشي بفوز ثمين في الدورة التاسعة على حساب شباب المحمدية، على تأكيد صحوته، في حين سيكون الفريق العسكري بقيادة ربانه الجديد البلجيكي سفين فندربروك مطالبا بتكريس سلسلة مبارياته المتميزة المقنعة أداء ونتيجة.
كما تتميز الدورة العاشرة بلقاء الجريحين الدفاع الحسني الجديدي وشباب المحمدية المتعثرين خلال الدورة السابقة على التوالي أمام مولودية وجدة ( 4-0) واتحاد طنجة (1-2)، حيث ينتظر أن تكون المواجهة على صفيح ساخن قاسمها المشترك الخروج من دائرة الانتقادات التي مست في الآونة الأخيرة الاختيارات التقنية والتكتيكية للمدربين عبد الحق بن الشيخة ومحمد أمين بنهاشم.