بقلم: نورالدين زاوش
ما لا يعرفه النظام الجزائري الصعلوك أننا لا نستشيط غضبا حينما تتطاول كلابه في الإعلام على السدة العالية بالله، فالعاقل لا يغضب من المراهق أو المعتوه أو المجنون، فبالأحرى أن يغضب من إعلام اجتمعت فيه كل تلك العوائق والعاهات وأكثر، وما لا يعلمه أيضا هو أننا نستبشر خيرا بهذه البذاءة والحقارة؛ لأنها بكل بساطة مؤشر حقيقي وموضوعي على أن جلالة الملك قد عرَّى سوأة هذه الطغمة الدنيئة، وبيَّن عُوارها، وأصابها في مقتل، وكلما زادت سخريتها الحقيرة زاد استبشارنا بأن تكون ساعة نهايتها قد صارت أقرب إليها من شِراك نِعالها، هذا إذا لم تكن قد فقدتها أصلا في فتح الكركرات المبين.
إن جلالة الملك في عيون شعبه الكريم، وفي قلوب الوطنيين من مواطنيه الأوفياء، ولا يضيره في شيء أن تقوم مجموعة من الكلاب الضالة لتنبح في غير وقت النباح ومن غير قافلة تسير؛ سوى أنها لمحت ظلال سحاب داكن مُثقل بالكآبة والمستقبل المُعتم؛ فحسبته قافلة تحمل ماء وزادا وعتادا من بلاهة مفرطة أعمت عيونها، ومن حسد قاتل ينهش أوهامها.
لقد حرر الشعب الجزائري العظيم أعظم يوم من أيام الأسبوع من ربقة حكم الجنرالات الملاعين الذين جعلوا الشعب يسجل نفسه في قوائم للحصول على قنينات الزيت؛ شريطة أن لا يتعدى طلبه قنينة واحدة لا شريك لها، في الوقت الذي وفر فيه “للشعب الصحراوي” المدلل مسابح من زيت وحليب لذة للسابحين، وجعله يستجم على ضفاف شواطئ من طحين وسميد.
لقد بات الشعب الجزائري العظيم على يقين من أن نظامه الصعلوك لم يعد مؤهلا لقيادة الجزائر يوما إضافيا ليقبل به نظاما إلى يوم الدين، وأن لا حل لديه أمام هذه العصابة غير البتر، ويعلم كذلك أن الأمر لن يكون سهلا وأن العسكر لن يعيد إليه السلطة على طبق من ذهب؛ إلا أنه سينتزعها منه حتما مثلما انتزعها في يوم من الأيام ممن كان أقوى جيشا وأعتى عتادا. سنة الله في خلقة ولن تجد لسنة الله تبديلا.
وأقول في نهاية هذه الكلمات للنظام الجزائري الصعلوك: ليست الشجاعة في أن تكثر النباح من وراء الجدار الأمني وخلف شاشات التلفاز؛ ولكن تعال وادْنُ واقترب، وستجد عند طائرات “درون” الخبر اليقين.
* عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة