عاملا “الأمن والاستقرار” يبوئ المغرب المرتبة الثالثة والـ57 عالميّا في تنافسية السياحة
الدار / المحجوب داسع
احتل المغرب المرتبة الثالثة عربيا و الـ57 عالميّا في مؤشّر “القدرة التّنافسيّة للسياحة”، الصادر لأول مرّة عن مؤسّسة “دافوس” (المنتدى الإقتصادي العالمي)، لتأتي الثالثة عربيّا بهذا المؤشّر بعد الإمارات العربيّة المتّحدة وتونس، ذلك من ضمن ترتيب شمل 124 دولة من العالم.
وقد ساهمت عوامل مختلفة تدخل في تركيبة المؤشّر في تبوأ المغرب لهذه المكانة المتقدّمة منها أساسا العناية التي توليها المملكة ضمن أولويّاتها الإستراتيجيّة لتنمية قطاع السّياحة والسّفر.
وتتمثّل المؤشّرات الفرعيّة الأخرى التي ساهمت الى حد كبير في أن تستاثر المملكة بالمرتبة الثالثة عربيا، في أساسا مؤشّر المواقع الأثريّة (24)، الأمن والاستقرار (14)، مرونة التّنظيمات والتّشريعات (12)، استقرار التّشريعات (16)، في حين تتمثل مكامن ضعف القطاع السياحي بالمغرب في البنية الأساسيّة لتكنولوجيا الإتصال والمعلومات والصحة من خلال قلة كثافة عدد الأطباء، بالإضافة الى الضرائب المرتفعة الموظّفة على السّفر.
وفي ذات الترتيب تقدم المغرب على وجهات سياحيّة معروفة بالمنطقة مثل مصر (58). وجاء المغرب ضمن مجموعة الدول العربيّة التي يستأثر فيها قطاع السّياحة والسّفر بحصّة هامة من ناتجها الإجمالي المحلّي وذلك بـ10 بالمائة في المغرب و9.2 بالمائة في الأردن، 8.3 بالمائة في البحرين، 7.9 بالمائة في مصر و6.4 بالمائة في سوريا.
وتعكس هذه المؤشّرات دور هذا القطاع الهام في توفيره فرص العمل لياتي المغرب ثانيا بعد البحرين في نسبة إحداثات الشّغل بالسياحة والسّفر مقارنة بإجمالي فرص العمل القائمة بكامل المجالات. ويقدر هذا المعدل ب 8.8 بالمائة بالمغرب، و9 بالمائة في تونس و11 بالمائة في البحرين، و8.7 بالمائة في الأردن و7.3 بالمائة في سوريا و6.7 المائة في مصر.
وبصفة عامة يحتل المغرب المرتبة الرابعة عربيّا في عدد السّياح (نحو 6.4 مليون سائح) بعد السّعوديّة (9.1 مليون سائح) ومصر( 8.3 مليون سائح).
وتعكس المداخيل السّياحيّة التي تحقّقها هذه الدول مستوى القدرة الشّرائيّة للسيّاح بهذه الدول حيث يمكن اعتبار المغرب الأولى على مستوى هذه الزّاوية مقارنة بعدد السّياح وبنحو 4.7 مليار دولار وكذلك مصر بـ6.85 مليار دولار وسوريا بعائدات بـ2.2 مليار دينار مقابل 3.4 مليون سائح. في حين تقدر مداخيل العربيّة السّعوديّة من السياحة خاصّة منها الدينيّة بـ6.2 مليار دينار وتونس بـ2.1 مليار دينار وذات العائدات تقريبا بالنسبة للإمارات العربيّة المتّحدة.
ويمثّل قطاع السّياحة نحو 4 بالمائة من اجمالي الشغل الموفّر بالشّرق الوسط و6.5 بالمائة بشمال افريقيا
ولاحظ محرّرو التقرير الخاص بالقدرة التّنافسيّة بالقطاع السّياحي وعلى المستوى العربي أن هذه المنطقة (العربيّة) تتمتّع بمواقع أثريّة وثقافيّة كبيرة العدد، بالإضافة الى الطبيعة الخلابة والطقس الدافئ وهي عوامل تجعل من المنطقة العربيّة جاذبة للسّياح من العالم بالإضافة الى موقعها الاستراتيجي بين آسيا واوروبا يجعلها نقطة عبور الى مواقع أخرى من العالم.