بعد خمسة أعوام ونصف العام على خوضه مباراته الدولية الرقم 81 أمام أرمينيا في أكتوبر 2015 حيث سجل مرتين رافعاً عدد أهدافه الدولية إلى 27، عاد المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة من منفاه بعدما استدعاه مدرب المنتخب الوطني ديدييه ديشان إلى قائمة المشاركين في كأس أوروبا 2020 لكرة القدم المقررة الصيف المقبل والمؤجلة من العام الماضي بسبب فيروس كورونا.
قبل ساعات من إعلان لاعب الوسط الدولي السابق ومدرب فرنسا الحالي قائمته الثلاثاء، طُرح السؤال التالي: هل انتهى الفراق بين المهاجم الفرنسي ومنتخب “الديوك”؟ قبل أن يتحول الشك إلى يقين مع تأكيد عودة بنزيمة للدفاع عن ألوان منتخب بلاده في نهائيات كأس أوروبا المقررة من 11 يونيو الى 11 يوليوز المقبلين.
وكان الفرنسي، البالغ 33 عاماً، وجد نفسه خارج أسوار المنتخب منذ أن ظهرت إلى العلن فضيحة الشريط الجنسي لمواطنه ماثيو فالبوينا في نهاية عام 2015، وفضح دور مهاجم الريال الابتزازي في هذه العملية بعدما هدد لاعب مرسيليا وليون السابق وأولمبياكوس اليوناني الحالي، بعدم نشر محتويات الفيديو في وسائل الإعلام مقابل دفع مبلغ من المال لاحد اصدقائه.
وبدا ان آمال بنزيمة بالعودة لارتداء قميص بلاده تلاشت نهائياً، حين أعلن المدعي العام الفرنسي في يناير الماضي قرار محاكمته مع أربعة آخرين.
دفع بنزيمة غالياً ثمن فعلته، فغاب عن كأس أوروبا التي استضافتها بلاده وخسرت في النهائي أمام البرتغال صفر-1، ومن ثم التتويج بمونديال روسيا 2018.
قال بنزيمة قبل العرس الكروي في روسيا “طالما ديدييه ديشان سيبقى مدربا لن احصل على فرصة للعودة إلى المنتخب الفرنسي”.
وضمن السياق ذاته، استغرب مواطنه ومدربه في الريال زين الدين زيدان تغاضي زميله وقائد فرنسا السابق (فازا معا بكأس العالم 1998 وأوروبا 2000) عن استدعاء بنزيمة.
وقال “كيف بامكانك أن تفهم ذلك؟ أنا لا أفهم ما يحصل، انت لا تفهم، هناك العديد من الناس الذين لا يفهمون”.
ومع قرار الاتحاد الاوروبي لكرة القدم “ويفا” بالسماح باستدعاء 26 لاعباً بدلاً من 23 لنهائيات كأس أوروبا، وبالتزامن مع الاداء الرائع الذي يقدمه بنزيمة مع ريال، حصل ديشان على فرصة لتبديل رأيه.
-“لا شيء يفاجئني بشأن كريم”-
عكس بنزيمة صورة لاعب الـ “غالاكتيكو” المستقبلي عندما انضم إلى ريال من ليون في عام 2009، ولكن خلال فترة طويلة على المستطيل الأخضر لعب دور “الكومبارس” وممول الكرات للنجم المطلق البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وفي الموسم الاخير لـ “سي آر7” بالقميص النادي الملكي في 2017-2018، سجل بنزيمة خمسة أهداف في “الليغا”. ولكن في العامين التاليين “تفجرت” موهبته وسجل 21 هدفاً في كليهما، ووصل هذا العام إلى حاجز 22 هدفاً قبل مرحلة من نهاية الدوري، كثالث أفضل هداف في “الليغا”، متأخراً بفارق 8 عن قائد برشلونة الارجنتيني ليونيل ميسي وبهدف عن جيرار مورينو مهاجم فياريال.
برهن بنزيمة مع رحيل رونالدو أنه من أبرز المهاجمين في القارة العجوز، فعندما عاد من الاصابة أمام “الجار” اللدود أتلتيكو مدريد في مارس (المرحلة 26)، كان الريال يحتل المركز الثالث متأخراً بفارق 8 نقاط عن “روخيبلانكوس” المتصدر.
حينها، سجل هدف التعادل في الدقيقة 88، في بداية لسلسلة من 9 أهداف في 7 مباريات في “الليغا”، قادت فريقه لتضييق الخناق على أتلتيكو وقلصت الفارق بينهما إلى نقطة في فترة من الفترات.
حالياً، يصل ريال إلى السباق النهائي متأخراً بفارق نقطتين عن أتلتيكو المتصدر (83 مقابل 81) مع فرصة الاحتفاظ باللقب للموسم الثاني توالياً، عندما يستقبل فياريال السبت، فيما يحل المتصدر ضيفاً على بلد الوليد في اليوم ذاته.
اعترفت وسائل الاعلام الاسبانية ان بنزيمة هو حافز حقيقي للريال، فكتبت صحيفة “آس” أن الفرنسي “يوقظ الفريق”، أما ماركا فأكدت أن بنزيمة هو “غالاكتيكو”، وقالت “لا شكوك أن بنزيمة ينتمي إلى فئة لاعبي كرة القدم الأكثر تميزاً”.
وأظهر بنزيمة نجاعته في ملعب فريقه بتسجيله بمقصية رائعة، هدف التعادل أمام تشلسي الانكليزي في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا.
أثنى زيدان على لاعبه بعد هذه المباراة قائلاً “لا شيء يفاجئني بشأن كريم”.
غير أن مغامرة الريال لم تستمر في المسابقة الأعرق والتي يحمل لقبها في رقم قياسي بلغ 13 مرة، اذ سقط إياباً بهدفين نظيفين وودع أوروبا، بانتظار استحقاقه المحلي في سعيه للاحتفاظ بلقب “الليغا”.
المصدر: الدار– أف ب