النقابة الوطنية للصحافة تندد بتحريف وسائل الاعلام الاسبانية لوقائع سبتة وتكريسها للعنصرية
الدار / خاص
أكد النقابــة الوطنية للصحافة المغربية أن الأحداث المرتبطة بعبــور عــدد من المواطنين المغاربة ومن جنسيات إفريقية أخرى لمعابر سبتة ومليلية المحتلتين في واحدة من موجات العبور التي تعرفها هذه الحدود الوهمية للمدينتين السليبتين سبتة ومليلية، رافقتها مشاهد موثقة صادمة، منها صور وفيديوهات توثق لاعتداءات وحشية للقوات الإسبانية من أمن وجيش على القاصرين المغاربة وغيرهم من المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء”.
وأشارت النقابة في بلاغ، توصل موقع “الدار” بنسخة منه، الى أنه ووفق المعطيات الموثقة فإن السلطات الإسبانية، أعطت الضوء الأخضر لقواتها على طول السواحل بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين لإطلاق الرصاص المطاطي الثاقب واستعمال العنف بشتى أنواعه لردعهم وترهيبهم واجبارهم على العودة من طريقهم”.
وأضافت النقابة أن “كاميرات بعض القنوات التلفزية وثقت مباشرة، مطاردات القوات العمومية الإسبانية للقادمين بحرا، بطرق عنيفة مصحوبة بعبارات عنصرية وبأقصى درجات الاستهداف المجاني لقاصرين عزل، ومجموعة من المهاجرين الأفارقة الذين تعرضوا لشتى أنواع الإهانات”.
وأوضح بلاغ النقابة أنه وامعانا في التنكيل بالمهاجرين تم استعمال نوع خطير من الرصاص المطاطي، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الماضي، والذي شرع في إطلاقه بعشوائية اتجاه عدد من العابرين، مما أدى إلى إصابات خطيرة، تم نقل عدد منهم للمستشفيات”.
وبعد أن أشادت النقابة ببعض وسائل الإعلام الدولية التي نقلت بمهنية الصورة التي كانت تتشكل من العنف المبالغ فيه، وإصرار على إخراج منسوب عالي من العنصرية، انتقدت بشدة قيام عدد من المؤسسات الإعلامية الإسبانية إلى التغطية على عنف وعنصرية الجيش والشرطة الاسبانية، مبرزة أن “بعض وسائل الإعلام الاسبانية قادها الحماس القومي لارتكاب مجزرة في أخلاقيات المهنة، وذلك عبر نشر أكاذيب تغذي العنصرية المقيتة تجاه المهاجرين”.
وفي هذا الصدد، أبرزت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن “جريدة “الباييس” حاولت نشر مقالات متعددة لضخ محتوى مليء بالتمييز في محاولة لتحريف الوقائع على الأرض، والذي لا يعكس حقيقة ما كان يجري على الأرض من تنكيل بالمهاجرين من مختلف الأعمار”.
وتابع النقابة أنه “وزيادة في خرق أخلاقيات المهنة وكذا استقدام خطاب العنصرية البائد اتجاه قارة بأكملها، عنونت “الباييس” إحدى مقالاتها بالمسيرة الزنجية، مرفقة بصورة لمهاجرين أفارقة، قالت إنهم يقصدون مدينة سبتة المحتلة، في سلوك يبتعد عن المهنية وروح حقوق الإنسان”.
ونددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بما وصفته بالخرق السافر لحقوق الإنسان وأخلاقيات مهنة الصحافة من قبل بعض وسائل الإعلام الاسباني، مستنكرة بأشد العبارات بهذا الانزياح الإعلامي والسلوك العنصري الذي مورس في صياغة مواد إخبارية تقوم على الكذب وسرقة الصور من سياقاتها”.
كما نددت بسلوك المسؤولين الإسبان الذي استباح كرامة المهاجرين، وكذا أشكال الاعتداءات السافرة التي نهجها الجيش الإسباني، وتعتبر أن مجمل السلوك الذي جوبه به المهاجرون، خصوصا من أبناء جنوب الصحراء، تجاوز كل الخطوط، ولم تكترث المؤسسات المعنية باستضافة هذه الحالات لأوضاعهم وتم التعامل مع الجميع بنفس حربي، كانت آثاره بادية على مختلف الضحايا”.
كما نبهت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى خطورة بعض الانحرافات والتجاوزات التي اتسمت بها تغطيات إعلامية لبعض المؤسسات الإعلامية الوطنية خصوصا فيما يتعلق باستعمال تعابير عنصرية واستغلال للقاصرين.