الدار / خاص
بعد مسار طويل توزع بين الصحافة والعمل النقابي، حل الى دار البقاء، صباح اليوم الثلاثاء، خالد الجامعي، قيدوم الصحافيين المغاربة، عن عمر ناهز 75 سنة، بعد معاناة مع المرض.
شغل الجامعي، سابقا، رئيس تحرير جريدة لوبنيون، وعضوا في اللجنة التنفيذية في حزب الاستقلال.
يعد الجامعي، المزداد سنة 1944، أحد أبرز الصحافيين والكتاب والمحللين السياسيين المغاربة، كما يوُصف بـ«قيدوم الصحافيين»، نظير ما قدمه للصحافة المغربية في أعمال مهنية رصينة.
تاركا وراءه مناصب الدواوين الوزارية، التي قال بأنها لم ترقه، اتجه الجامعي نحو الصحافة و الإعلام و الكتابة حتى أصبح من أشهر الشخصيات الإعلامية المغربية، كان الصحفيون يأخذون تصريحاته لتحليل مجريات الأحداث والتطورات السياسية على الصعيد الوطني، بالنظر الى التجربة الإعلامية الكبيرة التي راكمها على رأس احدى أبرز الصحف الوطنية، صحيفة “لوبينيون” لسان حزب الاستقلال.
في مذكراته “متهم حتى تثبت إدانته”، يحكي الصحافي خالد الجامعي كيف ارتمى في عالم الصحافة تاركا جَمل وزارة الثقافة، التي كان يشتغل في ديوان وزيرها، بما حَمل، متنازلا عن السيارة والتحية العسكرية التي كانت “تُقرقب” له كل صباح على حد تعبيره.
تابع دراسته بكلية الآداب بالرباط، حيث كان أول عهده، كما يقول في مذكراته، بـ”بكتابات رولاند بارث، وأندري مالرو وكارل ماركس، وكذا علال الفاسي، التحق بديوان وزير الشؤون الثقافية آنذاك، المرحوم محمد الفاسي.
وعن هذه الفترة، قال خالد الجامعي، “كنت أعتقد وقتئذ أن الثقافة قادرة لوحدها على تغيير العالم عموما ووطني على الخصوص. لذلك، كنت أحلم بثقافة وظيفية من شأنها أن تفتح أعين المواطنين على حقوقهم. ثقافة تتكفل بنشرها أساسا وسائل الإعلام السمعية البصرية لسد تلك الثغرة الكبيرة المتمثلة في استشراء الجهل والأمية”.
بعد أن رفض خالد الجامعي الانتقال إلى ديوان أحد المناضلين اليساريين، وأحد تلامذة والده سابقا، عبد القادر الصحراوي الذي كان قد عين على رأس وزارة الاعلام، سليتحق خالد الجامعي بجريدة الرأي (لوبينيون) للإشراف على الصفحة الثقافية.
أنشئت جريدة “لوبينيون”، لسان حال حزب الاستقلال، في سنة 1962 . وصدرت أول مرة تحت عنوان «الأمة الافريقية»، لكونها كانت تطمح أن تكون الناطقة باسم القارة الافريقية، أو بالتحديد، باسم حركاتها التحررية المتعددة آنذاك، وكان على رأس فرسانها آنذاك، محمد برادة.
المسار الإعلامي لخالد الجامعي، لم يخلو من “معارك” بينه وبين وزير الداخلية السابق، ادريس البصري، عندما كانت وزارة الاعلام تابعة لأم الوزارات. وعن هذه الفترة يقول خالد الجامعي في حوار صحفي سابق مع “المساء” :” معرفتي بادريس البصري قديمة، لأن البصري كان «كوايري» وكان يزور نجيب السالمي في «لوبينيون» (المسؤول عن الصفحات الرياضية) حتى يكتب عن فريق النهضة السطاتية التي كان البصري رئيسا شرفيا لها منذ سنة 1970.