انعقاد المنتدى الثالث للمدن التاريخية والثقافية الصينية المغربية
انعقد المنتدى الثالث للمدن التاريخية والثقافية الصينية المغربية، أمس الثلاثاء عبر تقنية الفيديو، بمشاركة مسؤولين ومنتخبين محليين وفاعلين مدنيين واقتصاديين من البلدين، يمثلون مدن تشنغدو وبينغزو وميشان الواقعة في مقاطعة ستشوان جنوب غرب الصين، ومدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب.
وينظم هذا المنتدى بالتناوب بين الصين والمغرب من طرف جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، وجمعية صداقة الشعب الصيني مع الخارج، وجمعية ستشوان للصداقة مع الخارج.
وفي كلمة بالمناسبة، ذكر نائب رئيس جمعية صداقة الشعب الصيني مع الخارج، لي شيكوي، بأن الصين والمغرب بلدان لهما حضارة عريقة، وتجمعهما صداقة تقليدية عميقة وتاريخ طويل من التبادلات، مشيرا في هذا الصدد إلى رحلة الرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة إلى الصين في القرن الـ14 والتي عززت التفاهم بين شعبي الصين وإفريقيا.
وأبرز أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمغرب عام 1958، تطورت العلاقات بين البلدين بشكل مستمر وبناء، وشهدت في السنوات الأخيرة دينامية تعاون قوية في مختلف المجالات، مؤكدا استعداد جمعيته للعمل مع كافة الأطراف لوضع مخطط جديد للتبادلات الشعبية والتعاون لفترة ما بعد الوباء، وتعزيز التواصل والتعاون البراغماتي بين الشعبين، وتقوية الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب.
ومن جهته، ذكر نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي لمقاطعة سيتشوان، لين شوشنغ، أنه في السنوات الأخيرة، تعززت التبادلات غير الحكومية بين مقاطعة سيتشوان وعدد من المدن المغربية، وضمنها مدينة الدار البيضاء، داعيا إلى تعزيز التبادلات بين سيتشوان والمدن المغربية، والنهوض بالتعاون الثقافي والسياحي بين الجانبين، وإحداث اختراقات في التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.
ومن جانبه، أعرب عبد المالك لكحيلي، نائب رئيس جماعة الدار البيضاء، ورئيس مقاطعة عين الشق، عن أمله في أن تكون هذه التظاهرة نقطة انطلاقة جديدة لتبادل الخبرات والزيارات بين مواطني البلدين، وكذا زيارة المآثر التاريخية في مدينة الدار البيضاء من طرف ساكنة سيتشوان بمدنها المختلفة وذلك على إثر تنظيم معرض لوحات فنية للتعريف بمختلف المواقع السياحية التي تعكس أصالة المعمار المغربي، وهي الصور التي تم عرضها بجامعات مدن سيتشوان مما سيشجع الطلبة وعائلاتهم على زيارة مدينة الدار البيضاء.
ودعا إلى تعزيز الشراكة بين المدن الصينية والمغربية عن طريق التعاون في مجالات مثل السياحة، والثقافة، وفسح المجال أمام المستثمرين في كلا البلدين، مشيرا إلى أن إلغاء المغرب التأشيرة عن المواطنين الصينيين أدى إلى تزايد زيارتهم للمغرب والدار البيضاء خصوصا.
وبدوره، استعرض عبد الرحمان اليعقوبي، نائب رئيس مقاطعة الصخور السوداء، الإمكانات الهامة التي تتمتع بها المقاطعة، وأبرز أنها تحتوي على كثير من الوحدات السياحية والتجارية والصناعية مما يجعلها محط اهتمام من السياح والتجار والصناع عبر العالم، مضيفا أنها تملك منطقة صناعية تعتبر من أهم المناطق وطنيا في مجموعة من القطاعات الصناعية، كما تحتوي على مؤسسات تجارية كبرى.
أما رئيس جمعية الصداقة المغربية الصينية، محمد خليل، فقد اعتبر أن انعقاد هذا المنتدى دليل آخر على العمل المتواصل الذي تقوم به جميع الأطراف للنهوض بالتعاون بين البلدين في عدة مجالات قصد مواكبة التطورات المتسارعة على كافة المستويات التي تعرفها العلاقات المغربية الصينية خلال السنوات الأخيرة، خصوصا بعد الزيارة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الصين سنة 2016، وتوقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، وانضمام المغرب إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي اقترحها الرئيس الصيني شي جينبينغ سنة 2013.
كما أشار إلى تطابق مواقف كل من الصين والمغرب، البلد الرائد إفريقيا، بشأن تعزيز وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻌﻼﻗﺎت مع بلدان القارة الإفريقية، الشيء الذي يتطلب المزيد من المجهودات لتعزيز التعاون بين البلدين من أجل تنمية القارة الإفريقية.
ويهدف منتدى المدن التاريخية والثقافية الصينية المغربية، الذي انطلق في 2018، إلى التعريف بالمدن التاريخية والثقافية بكلا البلدين، والنهوض بالتعاون في مجال حمايتها، وتقاسم الخبرات في مجال التدبير وكذا تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي بين كل من مقاطعة ستشوان والجهات والمدن المغربية.
وانعقد المنتدى الأول لهذه التظاهرة في شهر أكتوبر 2018 بمدينة الرباط، فيما انعقد المنتدى الثاني في مدينة تشنغدو، حاضرة مقاطعة ستشوان جنوب غرب الصين، في شتنبر 2019، وذلك بمشاركة 4 مدن مغربية وهي الرباط والراشيدية وزاكورة وأرفود.