قال الكاتب الصحفي اللبناني خير الله خير الله إن على الجزائر التي يتباهى رئيسها بإغلاق الحدود مع المغرب منذ أواخر العام 1994، أن تتوق ف عن سياسة الهروب إلى الخارج من جهة، والعيش في الأوهام من جهة أخرى، موضحا أن مشكلة هذا البلد ليست مع المغرب، بل تكمن في عقلية ترفض أن تتطور.
وأوضح الكاتب اللبناني في مقال نشرته صحيفة “العرب” اللندنية، وأعادت نشره اليوم الاثنين صحف ومواقع عربية أخرى، أن الرئيس الجزائري، عوض أن يعطي دروسا للمغرب يفترض به التصالح مع الجزائريين أو لا “لأن مشكلة الجزائر في الجزائر ومع الجزائريين وليست في المغرب ومع الشعب المغربي”.
وسجل في مقال حمل عنوان “حقد النظام الجزائري على المغرب ليس سياسة”، أن “أكثر ما تخشاه هذه العقلية التي تتحك م بالمؤسسة العسكرية الجزائرية من فتح الحدود مع المغرب، استجابة لنداءات عد ة وجهها الملك محم د السادس في السنوات القليلة الماضية، هو أن يذهب الجزائريون إلى المغرب”.
وتابع قائلا “تخشى المؤسسة العسكرية أن يشاهد الجزائريون كيف استطاع بلد يمتلك إمكانات متواضعة الانتقال سريعا إلى بلد متطو ر في غياب الثروات الطبيعية، وفي المقابل، بدد النظام الجزائري المليارات من الدولارات التي دخلت خزينة الدولة في مشاريع لا فائدة منها كانت جبهة بوليساريو أحدها”.
وشدد خير الله خير الله، على أن “الحقد لا يمكن أن يكون سياسة، والتصالح مع الشعب الجزائري أو لا هو أساس لسياسة بناءة يمكن أن تعيد للثورة الجزائرية رونقها الذي فقدته تباعا مع مرور السنوات منذ استقلال البلد في العام 1962”.
ولفت إلى أن الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري لزعيم ميليشيا “البوليساريو” في مستشفى عين النعجة العسكري والحديث المتبادل بينهما كشف طبيعة العلاقة القائمة بين الجانبين أيضا، “فهناك طرف تحت الرعاية الجزائرية ينف ذ السياسة المطلوبة منه لا أكثر، لا وجود لحق تقرير مصير لشعب، كل ما هناك أن ه توجد ميليشيا مسل حة تضم صحراويين تعمل في خدمة النظام الجزائري، أي المؤسسة العسكري ة الجزائرية”.
وقال إن زعيم البوليساريو عاد إلى البلد الذي يرعاه ويستخدمه أفضل استخدام في قضي ة خاسرة اختلقتها الجزائر التي تشن حرب استنزاف على المغرب، مؤكدا أنه “ليس كافيا ذلك الحقد الذي يكن ه النظام الجزائري للمغرب ملكا وشعبا، كي يصبح في الإمكان القول إن لدى الجزائر سياسة يمكن وصفها بالبناءة، لا تجاه الداخل، أي تجاه الشعب الجزائري، ولا تجاه الخارج بما يخدم الاستقرار الإقليمي.
وفي خضم هذه الأزمة دعا الكاتب الصحفي اللبناني إسبانيا إلى “التعر ف إلى المغرب بطريقة أفضل، خصوصا بعد اكتشافها أن الصبر والحكمة اللذين يمارسهما الملك محم د السادس ليسا دليل ضعف، بل دليل قو ة وثقة بالنفس”.
وخلص الى القول بأن “أكثر ما يدل على هذه الثقة بالنفس التنمية التي يشهدها المغرب حيث هناك استثمارات لما يزيد على ألف شركة إسباني ة. لولا التنمية ولولا التقد م الذي يحرزه المغرب لما كان كل هذا الإقبال للشركات الإسباني ة، تضاف إلى ذلك، في طبيعة الحال، الاختراقات التي سج لها المغرب في القارة الأفريقية، خصوصا منذ عودته إلى لعب دوره الطبيعي في الاتحاد الأفريقي في العام 2017”.