إبراهيم صلاح الدين أمهيل
أكد مدير برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية بالمغرب، الدكتور كمال العلمي، أن المملكة حققت منجزات “باهرة” في مجال مكافحة د داء السيدا تجاوزت المعدلات المسجلةف ي المتوسط على المستوى العالمي والإقليمي.
وأبرز السيد العلمي في حوار مع القناة الاخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء “إم 24″، أن المملكة حققت متوسط تغطية باستخدام العلاج بمضادات الفيروسات العكوسة بنسبة بلغت 76 بالمائة، متجاوزة بذلك المتوسط العالمي الذي يصل إلى 73 في المائة والمتوسط الإقليمي لشمال أفريقيا والشرق الأوسط الذي يبلغ 41 في المائة.
وحسب التقرير الأخير لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، تحت عنوان “التزامات عالمية، عمل محلي. بعد 40 سنة من بروز داء السيدا. السبيل الواجب اتباعه للقضاء على الوباء”، فإن منطقة شمال إفريقيا والعالم العربي تتخلف بكثير في مجال التغطية بالعلاج بمضادات الفيروسات العكوسة بحيث إنها لا تتجاوز 40 في المائة.
وفي هذا الاطار، أبرز التقرير ذاته أن المغرب يتميز في منطقته بكونه يسير في الطريق الصحيح لمحاربة داء فقدان المناعة المكتسبة وذلك بفضل الاستراتيجية التي وضعها منذ عدة سنوات، والتزامه السياسي على أعلى مستوى فضلا عن المخططات الاستراتيجية لمكافجة السيدا التي يتم وضعها كل خمس سنوات منذ سنة 2002.
وأوضح السيد العلمي أن مكافحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 أثرت على تدابير الاستجابة العالمية لداء نقص المناعة المكتسب على الصعيد العالمي، مبرزا أن هذه المعركة تأثرت بالتغيير في الأولويات والزيادة الحادة في الضغوط على الأنظمة الصحية، لتتقلص إلى حد كبير الأنشطة المتعلقة باختبار فيروس نقص المناعة المكتسب، حيث تراوح هذا الانخفاض ما بين 20 في المائة و80 في المائة حسب كل بلد.
وقال إن المغرب، وموازاة مع معركته ضد جائحة كوفيد-19، وضع برنامجا لضمان استمرارية العلاجات لفائدة المتعايشين مع فيروس السيدا، من خلال تدابير استثنائية مكنتهم من مواصلة تلقي العلاج بمضادات الفيروسات العكوسة، وذلك بفضل تضافر جهود وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني، مشيرا إلى أن أنشطة فحص الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب تأثر بدروها بالمملكة بسبب حائجة كورونا.
وفي نهاية 2020، أصبح أكثر من 27 مليون شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب يتلقون العلاج بمضادات الفيروسات العكوسة. كما أن 84 في المائة من المتعايشين مع الفيروس عبر العالم ( 37.6 مليون شخص) يدركون إصابتهم به، في حين يتلقى 73 في المائة منهم العلاج بمضادات الفيروسات العكوسة.
وخلال الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول فيروس نقص المناعة المكتسب، الذي ينعقد من 8 إلى 10 يونيو، يحث برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية المجتمع الدولي على الالتزام بأهداف إعلان سياسي جديد بشأن فيروس.
ويأمل البرنامج الأممي في تعبئة جهود المجتمع الدولي لتحقيق رؤيته المشتركة وتحقيق الأهداف المرجوة المتمثلة في “صفر إصابة جديدة. صفر تمييز. صفر وفاة بسبب الفيروس”.
وتتضافر الجهود المشتركة بين برنامج الأمم المتحدة المشترك و11 وكالة أممية تتمثل في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، واليونيسيف ، وبرنامج الأغذية العالمي ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، وصندوق الأمم المتحدة للسكان ، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة ، ومنظمة العمل الدولية ، واليونسكو ، ومنظمة الصحة العالمية ، والبنك الدولي، من أجل العمل بشكل وثيق مع الشركاء العالميين والوطنيين للقضاء على السيدا بحلول عام 2030 وذلك بغية تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
المصدر: الدار- وم ع